.

في المكتبات جديد الشاعر حسين القاصد"القصيدة الإعلامية في الشعر العراقي الحديث" و النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق- العراق رائدا

.....

للحصول على اصدارات حسين القاصد ...جميع اصداراته في مكتبة الحنش  و  مكتبة  القاموسي في مكتبة المتنبي

السبت، 3 ديسمبر 2011

يا عالمَ الشعْر

 يا عالمَ الشعْر
حسين القاصد  / كتبت في محافظة الديوانية المقدسة بي... بتاريخ 24 /11/2011

يا أيها الناس ..من منكم رأى وطني؟؟
أوصافهُ اسمر الخدين يشبهني
كنا التقينا على آلام سنبلة
كانت تئن فلم أجهش ليسمعني
وظل منه على وجهي صدى قصبٍ
وصرت ناياً له في لحظة الشجن
كنا صغارا على كفيه.. دميتهُ
نحن الصغار ، متى ما شاء يهطلني
وكنت أرسمه رأسا و ارفعهُ
وظل يرسمني أرضا ليسحقني
فكيف انزل من رأسي لأبصرني
وكيف يصعد من ارضي ليبصرني
وفجأة قال لي اذهب أراك غدا
فداهمت غدنا شيخوخة الزمنِ
انتم ،نعم أنتمو ، كم كنت أعرفكم
كم التقينا فهل شاهدتمُ وطني ؟
أوصافهُ فاعلٌ والنخلُ يرفعهُ
وحرفُ علّتهِ شعبٌ بلا ثمنِ

***      ***        ***

دشداشة الماء مازالت تزينهُ
لكن يابسهُ يحيا على الفتنِ
لشعبه كل(ياالله) وقتَ أسى
في قصره آية الكرسي ترعبني
وقال لي نلتقي رأسَ الزمان وها
وقفتُ و الوقت يغريني فأمنعني
**************
وحين نهرب من حكام ألسننا
نعوذ منهم بوحي من (أبي الحسنِ)
نمضي نرممُ (عبّاسا) نعيدُ يدا
ماءً فندخر الأخرى إلى المحنِ
كي نستعيدَ فرات الله ثم اذا
تكلم الماء نسقي ظامئ الأذنِ
لاتعجبوا كلما شاهدته اختلفت
ملامحي ، ثم أمحوني  ليعرفني
كنا التقينا كثيرا تحت نخلته
وكنت أبعُدُ عن نخلي ليذكرني
عانى من الراء ، كان الحب يزعجهُ
فأتقن الحرب راءاتٍ ليخذلني
ولم نعد نلتقي إلا مصادفة
ولم نجد صدفةً إلا على كفنِ
يا مُبقي الياء من اسمي بأبجدةٍ
كل الحروف تلاشت في أخي (حَسَنِ)
أخي الذي ملَّ منه الماء فارتشفتْ
ليمونة الطين عمرا منه لم يحنِ
أخي الـ تأرجح بين النخل مذ سقطتْ
تُمورُ عينيه في إيماننا الوثني

***       ***     *** 

يا عالم الشعر.. هل للشعر عالمهُ
وكيف اكتب بيتا دونما سَكَنِ
وكيف لو دمعة التنّور تسألني
عن الرغيف الذي مازال يأكلني
يا عالم الشعر ..كيف الشعر ؟ بعضهمو
(تخطي اذا جئت باستفهامهم بـ منِ )

فمن سيكنسهم ؟ أميّةٌ نضجتْ
وراح يكتب عنها فارغ الفطنِ
يا عالم الشعر.. هل شعرٌ فنقرؤهُ
تنساب أحرفهُ من أفصح اللسنِ
نحتاجُ قافية فصحى محصّنة
إن قيل كلا، فمن منكم رأى وطني ؟؟؟ 

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

حوار مع الشاعر حسين القاصد في جريدة الشرق الاوسط

                      حسين القاصد: المشهد الشعري العراقي فيه شحة في الشعر وتخمة في 
                 الشعراء 
                   
               قال لـ: هناك من ظن أنه مغيب في زمن الديكتاتورية وحين أتيحت له        الفرصة دخل المشهد بكامل أميته
                 
                                                                                                 
                


       حظي الشعر العراقي بنصيب الأسد في ملتقى «الشعر من أجل التعايش السلمي»،
ا لذي أقامته مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري
في دبي الشهر الماضي، وبرز الشعراء العراقيون خلال أمسيات  الأيام الثلاثة للملتقى، ليمثلوا أصواتا متعددة السمات والاتجاهات، لكن   يربط بينها جزالة اللغة وأصالة المعنى. ومن بين الشعراء العراقيين الذين شاركوا في أمسيات الملتقى، الشاعر حسين قاصد، الذي يمثل اتجاها شعريا يمزج بين الألم والمعاناة، كشأن أغلب شعراء العراق، ولكن يضيف لهما شيئا من الملهاة والسخرية. والقاصد شاعر وروائي وإعلامي عراقي من مواليد بغداد 1969، عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب، ورئيس نادي الشعر في الاتحاد لدورته الأولى، حاصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية  وآدابها من جامعة بغداد، شارك في الكثير من المهرجانات الشعرية، وعمل سكرتيرا تنفيذيا لمجلة  «الأديب العراقي»  التي تصدر عن اتحاد الأدباء، أصدر أربعة مجاميع شعرية هي  «حديقة الأجوبة»، و«أهزوجة الليمون»، و«تفاحة في يدي الثالثة»، و«ما تيسر من دموع الروح»، وله تحت الطبع مسرحية بعنوان «هفوة في علبة الوقت».
 في النقد صدر له كتاب «الناقد الديني قامعا - قراءة في شعر ابن الشبل البغدادي»،
  عن دار الينابيع في دمشق، وهو عبارة عن رسالة ماجستير، كما أصدر رواية بعنوان «مضيق الحناء».
«الشرق الأوسط» التقت الشاعر العراقي حسين قاصد، على هامش مشاركته في
 «ملتقى الشعر من أجل التعايش السلمي» في دبي،
  وأجرت معه الحوار التالي:
  ميرزا الخويلدي
  كان نزار قباني يقول إن شعراء العراق أكثر من نخيله، وكان محمود درويش
  يعتبر أن العراقي شاعر بالفطرة، بالنسبة إليك، كيف ترى الشعر في عراق اليوم؟
  - نعم، العراق قبلة الشعر ومسقط رأسه، حتى إن محمود درويش يقول كذلك:
 «كن عراقيا لتصبح شاعرا».. أما اليوم فهناك مشهد شعري جديد لم تتضح معالمه حتى الآن
 هناك من ظن أنه مغيب في زمن الديكتاتورية، وحين أتيحت له الفرصة دخل المشهد بكامل أميته،
 وهناك من اتخذ النظام الساقط شعارا قوميا، فأخذ يستعطف وسائل الإعلام العربية
 وأخذت تتعاطف معه؛ المشهد الشعري العراقي اليوم هو في جملة واحدة «شحة شعر وكثرة شعراء»،
 لكن الشعراء الحقيقيين ما زالت لهم بصمتهم على الشعر العربي.
في الماضي كانت المعاناة ملح الشعر العراقي،
 واليوم تخفف الشعراء من معاناتهم ففسد بعض شعرهم.. فهل صحيح أن الشعر العراقي يحتاج إلى نار
 موقدة ليستوي وينضج؟
من أقصى الجنوب، من أهوار العراق، ومن «بحة» صوت «داخل حسن»
 كانت من هناك أول كلمة كتبت حيث «سومر»، ومن هناك تعلم العالم القراءة والكتابة..
 وقد وصلت عذابات هذا الجنوب إلى حد التخمة فأخذ ينزف إبداعا..
 ولم يكن الأمر مقتصرا على الشعر، لكن للشعر طغيانه على هذه البيئة.
 هل يحتاج إلى نار موقدة ليستوي وينضج؟ قد أختلف معك؛
 لأننا ما زلنا نتنفس شعرا، وحين نعدم الشعر سنختنق ونموت،
 لذا أرجو ألا يؤاخذنا أحد بما كتب الطفيليون منا.
كأن القهر أصبح «ترفا» يفتقده الشعراء في العراق ويحنون إليه.
 وهل دخلنا عصر الترف في العراق؟ الجواب: لا، لأننا في أمة كلما جاعت أكلت مبدعيها
، نحن نطعم الإهمال والأرصفة والاضطرابات الأمنية في كل يوم وجبة دسمة من المبدعين
، فعن أي ترف تسألني؟ صحيح أن الشعر العراقي متجذر الأنين بدءا من تنويمة أمهاتنا للأطفال
 «دللول يالولد يابني.. عدوك عليل وساكن الجول»، إنها تعلم الطفل ما لم يعلم،
 حيث تبلغه أن له عدوا، وتعود تطمئنه بأن هذا العدو عليل ويسكن الجول أي الصحراء..
 وعلى هذا الأنين ننام ونصحو لنكبر فنئن، وحتى في ترفنا نحن نغني، وربما يجهل البعض
 أن أغنية فيروز «أنا عندي حنين ما بعرف لمين» عراقية، وشاعرها عراقي هو الشاعر شاكر العاشور؛ مع هذا كله نحن لم ندخل عصر الترف ، فلقد كنا نعاني من الأمن، من ضباط أمن النظام الساقط، والآن نعاني من الأمن؛ لأنه مفقود، وقد استتب على الاضطراب.. ويكفيني شرفا أني صاحب أول بيت بعد انهيار الديكتاتورية، حين رأيت العراق يسرق ولا أملك أن أمنع أحدا، فصرخت:
قضّيت عمري فيه تحت المطرقه
لم أنتظر وطني يموت لأسرقه
قلت هذا بعد ثلاثة أيام من انهيار صنمنا الرملي،وكنت وقتها أحاول إنقاذ مكتبات كلية الآداب جامعة
 بغداد، وقد تناقلت الفضائيات هذا البيت في وقت كان الرصاص أعلى صوتا، ولا أخفيك لقد فرحت كثيرا لأني سمعت بأن الشعر له صوت في ظل أزيز الرصاص.
قرأنا رثاءك لأخيك حسن، وكأنك «تهجو» العراق.
قصتي مع العراق هي قصة حب من طرف واحد،
 فنحن نموت ليحيا الوطن، ونحن نجوع ليحيا الوطن،
 ونحن نئن تحت سياط الوطن من أجل الوطن
، لقد قلت في إحدى قصائدي: حتى «هوية» مشتقة من
 «هو» لا من «أنا».. وأخيرا أكل العراق ثلاثة أرباع اسمي
 «شقيقي حسن»، لقد كان ثلاثة أرباع اسمي، وحتى لحظة استشهاده شغل ثلاثة أرباع عمري
، أكلته المراهقة السياسية التي أطلقت عليها يا صديقي اسم «الترف».
لديك قصيدة ترثي فيها نفسك؟
- نعم، لقد هيأت مرثيتي في عام 2002 لكي لا أتعب أحدا برثائي
، لعلمي أن العراق سيفعلها ذات يوم، وقد نجوت منه ثلاث مرات
، وفي كل مرة أزداد التصاقا به، أتذكر أني خاطبته مرة قائلا في قصيدة اسمها «إلى العراق دام ظلمه»:
هل حظنا أننا نحيا بلا شرف
على ثراك وإن متنا لك الشرف
يا قاتل النخل والأطهار يا وطني
إني أحبك جدا.. أيها الصلف!
على الرغم من ذلك، لديك قصيدة بعنوان «ما زلتُ على قيد العراق»؟
العراق هو الحياة بكل قلقها وسعادتها، ولا أسعى إلى التحرر من قيده، فأنا عراقي حدّ اللعنة:
يا سيدي، يا دموع النهر، يا وطنا
من البياض ويا ماء وحشد ظما
ويا صديقا، ويا خصما، ويا شرفا
ويا هدوءا وبركانا ويا نِعما
لديك قدرة على تحويل المعاناة والغضب إلى كوميديا سوداء..
 فهل تمثل السخرية متنفسا للهروب من واقع، أم أن الشاعر داخلك لا يطيق الجدية وصرامتها؟
هذا ما جبلت عليه، فأنا إذا أصمت أبكي، وأحيانا أحتاج وقتا طويلا للبكاء،
أحيانا أقطع مسافة طويلة مشيا على الأقدام لكي أنفرد بنفسي، فكثيرا ما أشتاق لي،
 وحين نلتقي أنا وأنا نبكي كثيرا، وحين ينتهي لقاؤنا تكون هناك قصيدة.
 لذلك تراني كوميديا ساخرا كي أهرب من الشاعر الجدي الذي يأكل جوفي،
 وسرعان ما ينساق الشاعر الذي في داخلي فيكون
 مثلي ساخرا، فتظهر ملامح ذلك في كتاباتي أحيانا.
ماذا بقي من الشعراء العراقيين في ظل الفوضى السياسية العارمة؟
هم يتخبطون، فسابقا كان الضوء للسلطة وبالنتيجة يكون لشاعرها،
 وما دام الشاعر يرتبط بالسلطة فسيسقط بسقوطها، ولك أن تقرأ البرقية
 الوثيقة المنشورة في مجلة «غاوون» إلى صدام حسين من أسماء معروفة
، من بينها محمود درويش، وجابر عصفور، وها هي الفضائح بدأت تنشر وتظهر.
 أما في العراق فقد بدأت مرحلة الشاعر المواطن، لكن هذا المواطن لم يتعرف
 عليه الوسط الثقافي العربي، كونه يعرف من طبّل للطاغية المقبور، ولا يحتاج لمعرفة الآخر
؛ أما الفوضى السياسية فقد أعادت الشاعر إلى شعبه لكي يتربى جيدا، فينهض شاعر
أمة لا شاعر رئيس ما، ومن الآن فصاعدا لن يكون هناك شاعر رئيس بعينه
؛ لأن الرئيس يستبدل كل أربعة أعوام، لذا نحن أمام مرحلة جديدة من الشعر العراقي.
أين أمست الرابطات الأدبية والجماعات الشعرية التي كانت سائدة في العراق؟
الرابطات الأدبية موجودة في العراق ومنتشرة، كانت سابقا تصب في مصلحة
«القائد الضرورة» وتتلقى الدعم منه، أما الآن فهناك رابطات أكثر تتمتع بحريتها الكاملة،
 أما أنا فقد قمت بتأسيس نادي الشعر في العراق، وأصبح الشعر
ينشد كل سبت في اتحاد الأدباء بعد أن كان ينتظر حصته من جلسات الاتحاد الأربعائية،
 وأحيانا تكون حصة الشعر جلسة واحدة كل شهرين، ويقرأ فيها شعراء الواجهة السياسية.
صدرت روايتك الأولى «مضيق الحناء»، حدثنا عنها.
هي التجربة الأولى لي في الرواية، وقد عشت معها أكثر من تسعة أعوام دون أن أكتبها،
 تحكي عن قوم انتقلوا من جنوب العراق إلى بغداد، وزمنها يمتد من خمسينات القرن الماضي
إلى ما بعد الحرب الطائفية، و«مضيق الحناء» هو اسم أطلقته على أحد أحياء بغداد، كان في
 هذا الحي تمثال لعباس بن فرناس، وكانت النسوة تقدم الحناء لهذا التمثال
 لكي يجنبهن السوء؛ ظنا منهن أنه تمثال لولي صالح، لذلك كان اسم «مضيق الحناء».
لديك دراسة للماجستير ترجع فيها اكتشاف الشعر الحر (التفعيلة) إلى العصر العباسي، فعلى ماذا اعتمدت؟
درست شعر ابن الشبل البغدادي، وقد عثرت على شعره في مجلة
 مجمع اللغة العربية في عمّان، تحقيق الدكتور حلمي الكيلاني،
 وقد صدمت كثيرا حين وجدت الدكتور يدون شعرا من التفعيلة ولا يعي
 ولا يدري أنه من شعر التفعيلة، حيث يقول: وقال وأغرب في القول:
وستة فيّ لم يخلقن في ملك ... حلمي وعلمي وأفضالي وتجربتي
وحسن خلقي وبسطي بالنوال يدي
كتبها المحقق الدكتور الكيلاني على هذه الشاكلة، وحين بحثت ودققت وجدت
 هناك ما فاته من هذه المقطوعة فكانت كالآتي:
وستة فيك
لم يجمعن في بشر
كذب
وكبر
وبخل أنت جامعه
مع اللجاج وشر الحقد والحسد
وستة فيّ
لم يخلقن في ملكٍ....
حلمي
وعلمي
وأفضالي
وتجربتي
وحسن خلقي
وبسطي بالنوال يدي
فتألمت كثيرا حين وجدت أستاذا محققا يحمل الدكتوراه ولم ينتبه إلى أن الشاعر
 جاء بالبسيط على ثلاثة أشطر، وأجّل القافية إلى الشطر الثالث،
 وحين وجدت بقية المقطوعة كانت القصيدة تجريبا وعلى بحر لا يعد من البحور الصافية..
 ولقد عثرت على الكثير وهو قيد الدراسة بعد أن أعدت جمع وتحقيق ديوان ابن الشبل البغدادي، وسيصدر قريبا.



الجمعة، 28 أكتوبر 2011

البابطين' تهدي الشعراء العرب 56 قصيدة من الشعر العربي المعاصر في العراق

البابطين' تهدي الشعراء العرب 56 قصيدة من الشعر العربي المعاصر في العراق 
  

يمتاز ديوان 'قصائد من الشعر العربي المعاصر في العراق' بالتنويع كما يعكس تعدد واختلاف وجهات نظر الشعراء، ونظر الإبداع نفسه.

ميدل ايست أونلاين

كتب ـ أحمد فضل شبلول
 هذا ديوان يضم قصائد اختارها شعراؤها العراقيون أنفسهم، فكان من جميل المصادفة ـ حسب الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين ـ أن أكثر المدعوين من أرض الرافدين لحضور ملتقى الشعر من أجل التعايش السلمي" الذي يعقد في دبي من 16 إلى 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011 هم من الشعراء المبدعين، وقد أرسل كل منهم سيرته الذاتية مقرونة بعدد من قصائده التي كتبها في الفترة القريبة الماضية، وأكثرها لم تنشر من قبل.
فما كان من مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري ـ التي تنظم ملتقى دبي ـ إلا أن كلفت الباحث والشاعر عبدالعزيز محمد جمعة لأن ينهض بأعباء إعداد هذا الديوان العراقي للنشر تحت عنوان "قصائد من الشعر العربي المعاصر في العراق" الذي يمتاز بالتنويع ويعكس تعدد واختلاف وجهات نظر الشعراء، ونظر الإبداع نفسه.
احتوى الديوان على قصائد لاثنين وعشرين شاعرا، بلغت في تعدادها 56 قصيدة لكل من الشعراء: أجود مجبل، أحمد عزاوي، جاسم بديوي، جاسم محمد جاسم، حسن سليفاني، حسين القاصد، رسمية محيبس، عارف الساعدي، عبدالمطلب سلمان، فارس حرام، فليح الركابي، قاسم والي، قوبادي جليزادة، كولالة نوري، محمد آل ياسين، محمود الدليمي، مهاباد قرة داغي، ناهض الخياط، نصرة الزبيدي، نوزاد رفعت، نوفل أبورغيف، هادي الربيعي.
ويؤكد البابطين في تصديره للديوان ـ الذي جاء في 176 صفحة ـ أن الشعراء هم الذين اختاروا الموضوع، وهم الذين اختاروا الشكل الإبداعي الذي رأوا صب همومهم في قالبه، "وكل ما حرصنا عليه، هو أن نختار من جميع الأطياف المتوافرة، ومن جميع المناطق، ومن عمود الشعر وتفعيلته، ما أمكننا ذلك حسب المتاح".

يقول الشاعر حسين القاصد في قصيدته "مازلت على قيد العراق":
فمي غربةٌ، عمري متاعٌ، تجسُّدي ** ضياعيَ، والاسم الثلاثيُّ مولدي
مالي مياهٌ من تلبُّد جمرتي ** بدمعي وها أمطرتُ ميلاديَ الندي
تأرجحتُ بين الليلِ والصبحِ بعد أنْ ** نما موعدي المرتابُ في ضلعِ موعدي

الأربعاء، 22 يونيو 2011

حين يرتبك المعنى

حين يرتبك المعنى

حسين القاصد



وحين مرّ ولم ينعم بوصل فمِ


وحين .. عاد ولم يفرغ من الندمِ


وحين لم يلتفت (حينٌ) لغربته


سارت به الارض مجزوما بوهم لم ِ


وهو المضارع جدا ، كان يرفعه


نخلٌ ظميٌ فلم يُرفع ... ولم يقمِ


وحين بلل تاريخا غفا دمه


وفز نبضٌ من التفاح في العدم


الـ (حين ) تقرأ للتفاح كفَّ غدٍ


وأدمع الضوء ظِلُّ البوح في الكلمِ


سيعبر الـ (حينَ) تأتي (حينُ) أمنيةٍ


و(حين) غربته للآن لم تنمِ


من ألف (حينٍ) فراتٌ ملَّ دجلته


وشط عرباننا يفضي الى العجم


وغربة الماء تشكو الماء غربته


والارض بللها قيظٌ من النقم


الماء يشكو جفاء الماء ، كيف به


لو أغضب الطين ـ سهوا ـ والعراق ظمي


ياوحشة الله في ارض العراق اذا


تشرذم الدين مرتداً الى الصنم


حتى متى هبل الاوهام يجذبنا


وخاطر الله تذكار من القِدَم


إذن .. سيفرغ من (حينين ) حين ندىً


و(حين) وجه لطفل نصف مبتسم


سيغرق الماء لانوحٌ فينقذه


من اضلع الارض في طوفانها الهرم


يا(هل أتى ) قد أتى (حينٌ) فيانبأ الـ


قرآن خذ بيد تشكو من الصممِ


هل يقتل الله لون الله في دمهم


أم يهرب الله من (أللهِهم ) لدمي


الله طفل أمانينا ، نهدهده


دمعاً ونحفظه في خانة الحلم


وسوف يكبر هذا الله ، ينقذنا


من كل ربٍ وضيع غير محترم


الله كان عراقيا دلالةَ أن ..


هو الذي علم الانسان بالقلم


هل تخدم الله ؟ كلا .. كيف اخدمه


لأنه الله لن يحتاج للخدم


..................


يفزُّ بي كل (حينٍ) طفل اسئلتي


كل (اللماذات) ترميني الى التهم


أنساب من دمعة الفانوس مرتكباً


ضوءاً أهشُّ به ليلاً من الألم


ثوبي المشجر بالشكوى يذكرني


بأن سأبقى عراقا دونما عَلَمِ


سقطت من جعبة التاريخ في زمنٍ


اصيح : كلا ، فيلقي بي الى الـ(نعمِ)


ولست حمزةَ لا عمُّ النبي أنا


ولي بهند بني سفيان نبضُ دمِ


لي في سرير بني سفيان كم (أُحُدٍ)


من التأوه ... في جمر من الحِلَم


لكنّ نهداً غدا رمحا فمزقني


وكان ثأراً لحضنٍ باذخ النعمِ


لو كل أعمى بصيرٌ فيك يالغتي


إذن : فكل ابي جهلٍ ابو الحكمِ


أنا العراقيُّ كل اللا صحيح أنا


وكل شيء صحيح يدعي قيمي






18/ 6/ 2011









السبت، 28 مايو 2011

في سجن رأسي


في سجن رأسي


طفلٌ يئن برأسي كيف أسكتهُ



لا أمَّ في الرأس تُؤيه وتخفتهُ


طفلٌ ،ضجيجٌ هوى ضيفاً على أذني


وراح يعبث في فكري ، يشتتهُ


متى ينام؟ هدوئي ظلَّ يرضعه


وعيي ،وتعبث بالأحلام صحوتهُ


طفلٌ كما يفعل الإرهاب في بلدي


يعيثُ رعباً لينجو منه ميّتهُ


يحكي ،يغني ،ويكسر ظِل أخيلتي


يجوع ، تأكل تفكيري شهيتهُ


يقول لي كلَّ شيء لست أفهمه


سمعي يراه وصوتي ظلَّ يصمتهُ


يفز ليلا ، فأصحو كي أهدهدهُ


نعم ،أغطيه كي تنعاهُ غفوتهُ


لكنه نصفَ عينِ النوم يوقظني


لكي أناغيه لو خانته ضحكتهُ


يا أيها الله... رأسي كان أضرحةً


من الخيال.. وها جدبٌ يفتّتهُ


فوضى، وصوتُ انفجاراتٍ ، محاصصةٌ


رأسي ـ لكل الذي أسلفتُ ـ أمتهُ


رأسي(تفيْرسَ) كالحاسوب كيف إذن


حِفْظُ التخيّل.. إني قد ..أفرمتهُ


طفلٌ غبيٌ يغني لي قصيدتهُ


من عمق رأس فهل رأسي منصتهُ؟!


طفل يشخبط في عقلي يهشمني


رسما ، أنينا ..هنا طفل ولوحتهُ


خيط الذكاء له أرجوحةٌ فإذا


يعانق الوعي كم تعنيه دميتهُ!!


يهذي.. يمارس (نقد النقد)في أذني


كان انزياحاً وضجّتْ فيه ثيمتهُ


فتاهت الفكرة الأنثى مجازفةً


هل تنفعُ الفاعلَ المشبوهَ ضمّتهُ؟


هربتُ منه إلى رأسي فواجهني


فتهتُ رباً ينادي أين كعبتهُ


....


.....


فأين اهرب من رأسي ؟أنا جسدٌ


رأسي عراقٌ و رمحي تلك نخلتهُ


25/5/2011

الجمعة، 6 مايو 2011

العودة إلى الوطن


العودة إلى الوطن



محمد حسين الأعرجي


أخطر ما في الغربة ـ لاسيما حين تطول ـ أنَّ المغترب يحمل معه صورة وطنه في ذهنه كما تركه عليه آخر مرَّة، ولعلّ الحلم بالعودة إلى الجنة ـ الوطن التي فقدها تعمِّق هذه الصورة، وتكون المفاجأة الأولى لدى العودة أن الصورة قد تهشمت فإن لم يكن فقد علاها وعلا ذكرياته الغبار.


هذه واحدة فأمّا الثانية فهي قول شاعر عراقي لعلّه الأستاذ شاكر حيدر:


حتى إذا نضج الشِّـوا ... ءُ وقيل: حسبُكَ يا لَهَبْ


جاءوا ولستَ بعارفٍ ... مَن هُمْ يُزكّون التعبْ؟!


وقد جاء بنو أعمامنا من بريطانيا، ومن إيران، ومن سوريا فاقتسموا المغانم والسرقات فيما بينهم، ولم يأتِ من كوردستان العراق إلاّ من عصم ربُّك، والنضال الحقيقّ؛ فجلسوا في الغرفة المجاورة لغرفة السلطة.


ولا يهمني كلّ هذا فما أنا من طالبي السلطة أو المال، ولكنّ الذي يهمني ما لقيه المناضلون العراقيون الحقيقيون حين عادوا إلى الوطن المُرتجى! فقد وجدوا وطناً يقوده البعثيون بعناوين: مدير عام، أو وكيل وزارة أو ما إلى ذلك.


ولقد أتذكّر أن كان الروائي المبدع غائب طعمة فرمان قد نزل عليّ ضيفاً قبل وفاته بأسبوع فسألته:


ـ أبا سمير كيف ترى مستقبل الاتحاد السوفيتي فأجاب بداهةً:


ـ سينهار.


كيف؟


ـ لأن الوزارة منصب سياسيّ، وكلّ الوزراء شيوعيون، أمّا المناصب الأخرى فهي للتقنيين، وكلّهم يهود صهاينة خالدون في وزارتهم خلود إبليس في الجحيم.


وانهار الاتحاد السوفييتي حقّاً، وهكذا هو العراق الجديد يريد أن يبني بيتاً جديداً بآجُرٍّ قديم!


ومن هنا تجد أنّ موظفي الدوائر العراقية المتنفّذين يتفنّون في تهريبك من العراق كما لو أنّه لديهم ثأر معك، وهم ذوو ثارات، وتِرات حقاً، وذوو وفاء لسيدهم المقبور.


وإذاً فكيف تعيش في بلد مثل هذا، ولماذا؟


وإذا كنتُ آسفاً لشيء فأنا مازلتُ آسفاً، نادماً أنّني عدتُ إلى هذا الوطن الذي أهانني في منزلتي العلمية؛ فقد عدتُ إليه وأنا أستاذٌ منذ سنة: 1989 فأعاد تعييني ـ بعد التي واللتيّا ـ مدرّساً في جامعة بغداد، على حين عيَّن المدرس المساعد الذي صار أستاذاً بقدرة " قيادة الحزب والثورة " عيّن هذا المدرس المساعد المتخصّص بتدريس " الثقافة القومية والاشتراكية " في الجامعة المستنصرية عيّنه وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي.


فعن أيّة جامعة تتحدثون، وعن أيّ بطّيخ " امبسمِر "؟!


وسلامٌ عليك أبا الحسنين يوم قلتَ:


" ليس بلدٌ أحقَّ بك من بلد، خير البلاد ما حملَك "، ورضاء الله ومغفرته لك أيّها المتنبي يوم قلتَ: " وكلُّ مكانٍ يُنبتُ العزَّ طيّبُ ".


فلماذا العودة إلى الوطن؟! ولمن العودة؟ أللذل أم الإهانة؟!