.

في المكتبات جديد الشاعر حسين القاصد"القصيدة الإعلامية في الشعر العراقي الحديث" و النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق- العراق رائدا

.....

للحصول على اصدارات حسين القاصد ...جميع اصداراته في مكتبة الحنش  و  مكتبة  القاموسي في مكتبة المتنبي

الأحد، 30 ديسمبر 2012


رسالة الى/ الحسين بن علي بن ابي طالب
 

لا نريدك في العراق


لأسىً يحزُّ النبضَ مني أبكيكَ عيداً كي أغني؟
 وأودُّ أن ألقاكَ في كنفِ الشجون تصدُّ حزني
وأطوف حول هواك .. طفلُ البوح يخنقني... أعنّي
إني تقمصتُ الفراتَ فكنتُهُ .. كم لم يكُنّي
دع عنك أهلَ الطفِّ لا تأبهْ بهم دعهم ودعني
لا تقتربْ من نخل مريم .. سيدي .. فالنخلُ يزني !!
هذا أنا .. ذي خمرتي.. فسكرتُ دمعا لم يصنّي
وأراك .. راياتٍ .. وصبحاً ..خنتُهُ .. هو لم يخنّي
وسكرتُ جدا .. فانتبهتُ لذلك الحزنِ المسنِّ
وحدي وهذا العهر يجلدني فيفزع منك ظني
من أنت؟ كيف أتيت؟ كيف شغلتني من صغر سني
كيف ارتكبتَ النبض ثم نبضتَني ورسمتَ غصني
وجعلتني حرّا أسلمُّ للرعاع زمامَ رسني
تمشي ويمشي الرمحُ يا(أللهُ) ما هذا التأني ؟؟
أطعمتَ نزفَك للسماء فقهقتْ فجرَ التمني
ثم ادّعتْ شمساً فكان الصبح مجروحاً بحزنِ
وركبتَ موج الآه كي تلدَ الأنينَ بكل لحنِ
وأنا على كأسي و لكنّي و(نزفِك) لم أصلْني
ولقد سكرتُ وما دريتُ بأنني ما كنتُ أني!!
بل ما شعرتُ لأن أرماحَ الطوائفِ أطفأنّي
عد لا نريدُك سيدي إذ نحنُ شيعيُّ وسني!!!
عد إن ارض الرافدين تود ذبحَك دون وهنِ
عذرا .. سكرتُكَ ادمعاً .. أبكيك عيدا أم أغني ؟



السبت 29/12/2012

الاثنين، 24 ديسمبر 2012


القصيدة التي القاها الشاعر حسين القاصد في مهرجان الشعر العربي في بغداد



قلقٌ تلحنه شؤون زائلة

واسىً يحاك دمى ولكن قاتلة



يتراكض الاطفال تسقط دميتان فتنتهي صور النجاة الفاشلة

سبورة الاطفال تحكي عن ضباب الحظ في فرص النجاح الخاملة



في موجز الانباء نبحث عن شظايانا فنلتهم الوعود الذابلة



هي هكذا .. يلد الرصاص عيوننا .. فنموت كي تبقى الحقيقة مائلة



الموت يعزف دجلتين .. الدجلتان يمارسان الماء .. محض محاولة



الموت عائلة لها اطفالها ولها حكايا الحزن شيخ العائلة



طفلي بسن ِ الحزن يقضم فرصة لا تشتهيه وقد أتت لتقاتله



لم يحتمل غنج الدخان ، فطاح مغشيا على ضحكاته ليجاملَه



صار الدخان حديقةً ، والطفل يخزن للرصاص عيونه وسنابله



ثم استتب الخوف .. حتى الموت كان يخاف من موتي اذا ماقابله



في زقزقات الصبح ننبش وجهنا فلعل عصفورا نصيد تفاؤله



ولعل آلهة التراث تكف عن شعبٍ يتمم للتراث فضائله



الموت في جيبي .. على وجهي ، وفي شفتي ، أيثبتُ ماثلا لأسائله



عن صبيةٍ .. فات العراق أمامهم .. لم يلحقوا ، شاخوا وظلوا سابلة



مِن ذلك الموت الملثم ..من شظايا صبحنا الأعمى .. تشظت قافلة



ومشت ... مراهقة الرصاص تجرها نحوي ..فتتركني حياة ً راحلة



ولربما استاء الرصيف من الرصيف ..فلم يزل يبكي على من ماثله



تتراكض الطرقات ..ياحظر التجول ..لاتكن دربي فروحي جائلة



الشمس تخرج قبل اطفال الصباح ..وقبل قطع البوح تبدو آفلة



ويعلق الجسر المعلق ضفتين ...تراقبان ... وترجوان تواصله



الجسر طفل النهر...يحمل همه الاعمى على وهن ..ليحفظ كاهله



الصبح يبدأ بالتثاؤب .. شهرزاد تبوح اخر ماتجيد بلا وله



مللٌ .. ونملٌ ..وانفجارتٌ ..وماءٌ لايجيد الماء كي نتناوله



هذا الذي بغداد مرت من خلال ثقوبه ..مرت وهاهي باسلة



الغيم مشط في مرايا وجهها الابهى ..واطلق للنخيل جدائله



أفكلما احتاج الزمان حضارة .. حمل العراق بتمر صبري بابله



بغداد صبحٌ ..لم يقمطه الظلام.. فمد اذرعه وفاح بلابله



من دمعة الفانوس ..أذن للخلاص مكبلا ..حتى يزيل سلاسله



الاثنين، 26 نوفمبر 2012

الشاعر حسين القاصد و قصيدة للرسول (ص) باليوتيوب

الشاعر حسين القاصد يصرح لصحيفتي العالم والصباح معبرا عن موقفه من بيان اتحاد الادباء



صرح الشاعر حسين القاصد لصحيفتي العالم والصباح

معبرا عن موقفه من بيان اتحاد

الادباء قائلا:


مـــــن أيـــــــن لـكـم الـدعـم ؟


عتبي الشديد على أصدقائي الأدباء الذين تبرعوا ـــ كما ببدو ـــ ليكونوا
درعا بشريا بين المليشيات والجيش ، ولكي نرى الأشياء بوضوح تام
علينا الخروج الكامل إلى منطقة بعيدة منها ... ومن هناك من ذلك
المكان البعيد .. نعيد الأذهان تصفيق الأدباء وسيول لعاب التوافق
السياسي عند طارق الهاشمي حين تحرك الجيش للبصرة .. ثم
استمر هذا التحرك ليشمل كل مدن العراق .. فلم يقم الأدباء مع
إنهم بين نارين حيث كان الطرفان في صولة الفرسان يضمان
اخوتنا فمن منا ليس له من أقاربه شخص عسكري ومن
منا ـ أيضا ـ ليس له من خاصته بين المسلحين ..؟ لقد صفق
الجميع للهدوء والسيادة الوطنية ..ولم يتدخل الأدباء لا
بصفتهم درعا بشريا ولا إعلاميا ولا حتى إنسانيا .. بل
كان هناك دعم شامل لفرض الأمن .. ولنعد إلى الوراء
قليلا .. كلنا نتذكر كيف نام الأدباء حين ذهبوا لكردستان
ولم يستقبلهم احد فما كان إلا أن يناموا في حديقة مطوقة
برجال المخابرات ليعودوا إلى بغداد في اليوم التالي .. أسوق
هذه المقدمة لأدعو أصدقائي أن لا يزجوا الأدب والثقافة في
المشاكل العسكرية واشدد على العسكرية فهي ليست سياسية
والكل يعرف هذا ، ومن هنا يتحتم على الأديب والمثقف ان
ينأى بنفسه عن الأزمات العسكرية .. وقد يتهمني البعض
بأن موقفي هذا هو دفاع عن الحكومة عندها سأتهمه
وأقول : أنت تدافع عن الحكام الأطول بقاءً لأنه منذ أكثر
من أكثر عشرين سنة و البارزاني يحكم وسيبقى إلى أن
يشاء القدر بينما الحكومة في بغداد تتغير بانتخابات ، وكي
لا القي اللوم على زملائي الأدباء .. أرى إن على الحكومة ان
تنتبه للشريحة المثقفة وأنت تجعل لهم موردا ماليا داعما لنشاطاتهم
وان لا تضغط على حرياتهم الشخصية ، كي لا يقفوا في باب المسؤولين
كل مهرجان يستجدون الدعم وكي لا يبحثوا عن حواضن توفر لهم
المناخ الذي يريدون .. وحسبي ان اذكر هنا .. ان المناخ الذي
يتوفر في كردستان هو مناخ سياحي يا أصدقائي الأدباء .. وإلا
فأين كان الدرع البشري من مقتل صحفي علنا على يد حكومة
مسعود البرزاني .. ختاما أقول : اتقوا العراق في ثقافته فغدا
سوف يقف كل منا في الموقف نفسه الذي حدث بعد 2003 .. ولنا
ان نسأل الجميع هنا ؟ على نفقات من ؟ سيكون هذا الدرع
البشري ، فالاتحاد ووزارة الثقافة لم يتمكنا من توفير طعام لائق
بالأدباء في مهرجان الجواهري الأخير ؟
احذروا فقد يقال : انه درع بشري مدفوع الثمن

يا طعم وجه الله

يا طعم وجه الله


أنت الرؤوس وذاك رمح مَن غير رأسك قد يصـــحُّ

يا كبرياءك .. كان حتى الرمح يغفو .. ثم يصحو

 وتقوده نحو الطريق .. وخلفك الأجيال سفحُ

وتدوس ليلاً بالنزيف الحر ـ وحدك ـ انت صبحُ

وتراقب الأطفال .. كان الدرب طغيانا فتمحو

عيناك نحو الطف كم ضاع الطريق وأنت لمحُ

طفلٌ وأجسادٌ وماءٌ ليس يخجلُ .. بل يشحُّ

كرمت رمحك بالنزيف ..و هكذا ... رأسٌ ورمحُ

خطأ جميع الكون يا مولاي وحدك أنت صحُّ

شمسٌ على رمح فلا لطم يصحُ.. الآن مدحُ

الموت يغمض عين كل الناس الا أنت .. فتحُ

انت الخيار الصعب يا ... هل يدرك التفسيرَ شرحُ ؟؟؟

يا طينة المعنى ويا كنهَ التلذذ أنت ملحُ

الله يركض خلف رأسك .. قد أراع الله ذبحُ

هو موكبٌ لا كالمواكب .. فيه ترتيلٌ ونفحُ

لا لطمَ لا زنجيلَ لاتطبيرَ لا صوتاً يبحُّ

الله ينزف أنت في معنى خدود الله جرحُ

ماذا عن العباس قل ... هل نحو رمحك سوف ينحو ؟

احمل يديه .. اذا أردت بأن تسامح فهو صفحُ

لا تلتفت مولاي .. خلفك ألف جيل قد ألحوا

قل للعمائم تتقيك .. وقل : بأن الدين سمْحُ

مولاي هل تدري بناسِك منذ جرحك لم يصحّوا ؟

هاهم .. أتدري سيدي .. هم يخطبون ولم يضحوا

يتفدرلون .. وأنت نفط جيوبهم ... فمتى تشحُّ؟؟؟؟

فردوس روحي .. سيدي .. عذرا فذا دمعي يلحُّ

يا طعم وجه الله لو رُفع الدعاء فأنت منحُ

إني أحبك هكذا .. قعرٌ أنا وهواك سطحُ

رفقا بزينب مرة أخرى اذا الأنصار شحوا

مولاي عادوا .. خلف رأسك .. فهل سواك الان كبحُ

حاولت أدنو من جمالك .. لم يزل في الروح قبحُ

 

25/11/2012


 

عبق الحسين



عبق الحسين

24/11/2012


قالوا : محبُّكّ كافرٌ .. هذا أنا

مزّقتُ إيماني وجئتك أكفرُ

استغفر الجرح العظيم .. لأنني

امشي .. بزهو نزيفه ... أتبختر

الله أكبر يا حسين أقولها

علمتني (الله/نا ) هو أكبر

يتهافتون على المنابر كلهم

انت الحسيــــــــــن ، وذاك /شيءٌ/ منبرُ

هذا عراقك ياحسين ودمعه

كدموع عين الله إذ هو يمطر

ليس الحسين مَواكباً ..

ليس الحسين عمائما ..

لاااااااااا ليس ( أن يتطبروا ) ..

هذا أنا من كل ذنب تائهٍ

ماتبتُ .. لكن ها أنا استغفر

انا قاصد الظمأ النبيّ ولي فمٌ

يجري حسيناً .. ان بوحك أنهرُ

انا لستُ (رادوداً ) لأنهيَ حفلتي

حزني انا عمرٌ عليك يعمّرُ

انا ما جننتُ ولا كتبت قصيدة

انا من جراحك أحرفٌ تتبعثرُ

اهواك و(العباس ) كل قصائدي

من كنه معناك النبيّ تُعطّرُ

يتفاخرون بدمعة في شهرهم

هل يعلمون بأن دمعيَ أشهُرُ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ليس المحرمُ ان نغضَّ حواسنا

إن المحرمَ أن نعيشَ ونشعرُ

ماذا وجرحك جرح ربك... كلما

صحت الحسين .. سماءُ ربك تفطرُ

لا شأنَ لي بالشمر كان أداتهم

وكأنهم للان لم يتشمروا

أنت الحياة وهم نهاية كذبةٍ

لا تنتهي .. كذبوا لكي يتكرروا

نزفٌ من النخل القديم أتيتَهم

مادمتَ تنزف .... ذا عراقك أخضرُ

يا أيها القلق الحسين .. أجز فماً

يبكيك عيداً .. خصمهُ يتكدرُ

هم يخنقون الضحك فوق شفاهنا

وكأنهم بفجورهم لم يجهروا

دعني أصليك ابتساماً واضحا

ياأيها القمرُ المنيرُ الأنورُ

لله ياهذا الحسين .. يموت كي

نحيا .. وهم يحيون حتى يُقبروا

احتاج (لاءك) كي ازحزح مكرهم

احتاج (أنفُسَهم ) لكي يتغيروا

احتاج كل الناس .. لا احتاجهم

احتاج بعضا ... انني أتحير!!!

أدنو من الشباك .. ارقب وجهتي

وكأن روحك في الضريح تكبّرُ

يا كربلاء الماء .. يا طعم السنا

الشمس تخرج من يديك فتظهر

كل الحروب تكاثرت ببيوتنا

من أي غدرٍ يا حسين سنثأرُ ؟

لو زقزق العصفور قرب قصيدتي

سأقول : مرحى ... فالحسين سيحضرُ

إني أراك على ابتسامة طفلةٍ

غيري يراك .. وأنت موتٌ أحمرُ

أدنو من العباس .. كيف أبوسه

فأرى دموع الماء كيف تثرثرُ

احتاج .. بعضاً من أبيك لأننا

نهذي ونأكل من أبيك ونهدرُ

احتاج وجه حبيبتي .. وقصيدتي

احتاج شعرا في غرامك يسكرُ

هل قطعة سوداء تشرح أدمعي

يا سيدي .. وهواك جرحٌ أخضرُ؟

يسترزقون بنزف جرحك سيدي

حاشاك .. هل تدري بجرحك (جنبرُ)

بلدٌ تفدرلَ .. ثم أجهش ثم لم

ينعم .. وبعض طغاته يستهتر

تبقى على طول الفرات طفوفنا

متطففون وكل يومٍ نُنحرُ؟

يااااااااااااااااااااااااخبزة العباس أين نذورنا

تنور أمي يشتهيك ويُزهرُ

عبقٌ من النارنج .. شيءٌ لا يرى

طعمٌ له طعمٌ بنا يتــــــــــــــــــــــجذرُ

والآن يا مولاي كل كلامنا

قد قال : لا .. لا يحتويك ويقدر

فاعذر دموع قصيدتي لم تحتمل

وتود عطفك .. أنت وحدك تعذرُ



الخميس، 22 نوفمبر 2012

غزل عاشورائي


غزل عاشورائي




في الحزن ارقب من دموعك موعدي

الشمس تحفل بالبريق الأسودِ

الضوء من بيان السواد ممهدٌ

لقيامة الآهات وقت تنهدِ

اترقب الفردوس خلف سواده

ليل المحرم فيك جنات الغدِ

تتحول الكلمات كفّا ناطقا

شوقاً فتنبثق القصيدة من يدي

صوتٌ شجيٌ غال كل اصابعي

حتى ارتمت قرب الغرام الأوحد

فردوس هذا الصوت ينحت فكرتي

فأذوب في العشق البهي السرمدي

الله ياهذا السواد ، بياضه

صبح يسامح كل ذنب يهتدي

وانا الذنوب .. وقفت عند بياضه

حتى أرى لون الملاذ السرمدي

هي (شامة) الشهر البهي وخلفها

اسمو لجنة خده المتورد

الحزن رمح البعد ..يبتكر السبايا كي تعود الى المقام الأمجد

والماء قبلة عاشقٍ من كل عا شورائه وصل الحبيب المبعد

يشتاق قصدي ياحسين الى الصبا

كي لا يقال بأنني لم أقصد

شيخوخة الكلمات تحرج صورة

لو في الصبا لرسمتها بتوقدي

احتاج فردوس الصبا كي أبتدي

واموت ثم اريدها كي أغتدي

يا ايها الشهر الحرام اعن فمي

حتى يكون لديك خير مزغردِ




21/11/2012

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

حسين القاصد في قصص مضيق الحناء الحدود الغائبة بين الحلم والواقع




 حسين القاصد في قصص مضيق الحناء
الحدود الغائبة بين الحلم والواقع 

نقلا عن جريدة الزمان

عيال الظالمي

OCTOBER 19, 2012



المدن المكتظة تحتاج إلى شاطئ مياه هادئ،أما الأرواح القلة تحتاج لوقت استراحة. لأول قدم عند العتبة الأولى من مضيق الحناء آخر باب قد لوّن لكي يكون عنوان الوصف ومحور السرد والدالة الأولى لبيت كبير بعائلته، وأسراره وتأريخه وديمومته وتكوينه وتكوّنه فهو جملة من كلمتين.المضيق وهو الممر الضيق ربما تحْتّكُ فيه الأجساد حين مرورها، لقلة مساحته وإقتراب جدران البيوت في الأحياء الفقيرة وما يسمى في اللهجة الشعبية أحيانا الدربونة أو ربما كانت المساحة الضيقة لحيّه أو منطقة القطاع الذي تربى به، وليس المضيق الجغرافي. لكن عملية إضافته إلى الحناء وتسمى أيضاً بالحنة واليرناء والرقان والرقون والأرقان وهي نبات من الفصيلة الخثرية التي تتبع رتبة الآسيّات. وكمادة تتكون من طحن أوراق شجرة الحناء أضفى عليه قدسية، وتمائم روحانية، وعقائد، واعتقادات. فالحناء شجرة مباركة استعملت هذه المادة للخضاب الرؤوس، وشعر الذقون، والأقدام والكفوف منذ الألف الأول لإطلالة إبراهيم الخليل ع وانتقل إلى تخضيب المزارات حيث الأولياء والصالحين والأسياد، وأصحاب البخت الكبير أي أصحاب الحظوة بنصرة الخالق. مضيق الحناء رواية للشاعر الكبير حسين القاصد صادرة من دار الينابيع سوريا إسترجع من خلالها نشأة مدينة كل من يطأ عرش العراق ينسبها بإضافتها إلى اسمه، فاقترنت عبر عصور أو كَمٍّ من السنين تاريخيا بقادة العراق السياسيين والدينيين فهي مدينة الزعيم،ومدينة الثورة، ومدينة صدام ومدينة الصدر…الخ .ومن عتبة الإهداء
إلى» شقيق الثلاثين جمرة ها أنا أتوهج دمعا خفيا
إلى» أمة مازالت حين تجوع تأكل أبناءها
إلى» العراق دام ظله إليك لكي تختزل كل إلى أقول
الموت أقدمُ آدمٍ سكن العراق فلم يزل تفاحُهُ قرآنُه.
ففي روايته البكر جعل من الإهداء خطابا جماليا مناظرا لحركة العصر، ومستجيبا لمنطقها الحيوي في التدليل والتصوير والتمثيل. استحدث بدائل نوعية تعلل من المساحة الغنائية بالقدر الذي يبقي الكلام في دائرة جنس السرد.إنحرافه تخييلي محددا يتعلق بنسق انفعالي ذي مرجعية نفسية.عند الخطوة البادئة لحركة قطار السرد وهو لم يفكر أبدا بترك مجده وجاهه، وهناك حيث كانت مياه الهور تحيط به وكانت كل أنواع الطيور تزوره كل عام وهو يفهرس ويتفقد كل نوع منها إذا غاب في موسم إقبال طيور الكون على مثلث الأهوار، وهو في الطريق إلى بغداد كان يتصفح ذاكرة الماء ويتألم لدرجة لم يشهدها من قبل كانت محطته الأولى ليباشر حركته التعبيرية في نسق مكاني مشحون بعاطفة رعوية الأهوار القرى إتسم في مضاعفة قوة المتخيل في الصورة من اجل اختراق الحجب الكثيفة من صوت الماء حين يشقه المشحوف ويتركه مبعثراً بشكل مثير ليعود ويلملم جرحه ويلتئم ، فيأتي مشحوف آخر ليعيد الكرّة هنا وضعنا على تخوم الذاكرة كي تصبح بمواجهة القراءة البصرية تماماً.
استثمر الكنز الدلالي الإستثنائي،الذي أفرزته انبثاقاته وكوّنت صورة الضمير بحركتها التعبيرية الهائلة لتمكنه، وامتلاكه لذات شاعر تنفتح على فضاءات الحكاية، فهو سارد موجز برؤى جمالية توظف الفتنة، ومعتمد على الاسترجاع الفلاش باك، بصياغات أخّاذة، لقد وصف علاقة المستفيد مع المحتل غير المتكافئة مع الرجل الإنكليزي ومقدار التنازل في القيم حين كان يرسل الطعام اليه تحمله زوجته. كان فأر الشك يدور في صدر مهموش ويعبث بهواجسه ويدغدغ البعض الصالح من الظن إذ ليس كل الظن إثماً ــ فترتبك دواخله ويشتعل الوجه قلقاً ويفكر ان يحدثها في الأمر أو يتصرف أي تصرف يرد له اعتباره النفسي .
ابرز خصائص السارد يفيض نضج تجربته من وعي في الأداة ووعي بالتشكيل والمفاجئة، فقد سعى القاصد دون جهد لإيجاد الموائمة بفنيّة عالية المستوى بين خصوصية تجربته وتأريخ مكانه، لمّا يختزنه من مواقف وصور تنوعت وتعددت وتمظهرت عبر مرتحل تعددت سنينه بل جمراته. حرث وكشف مناطق الظل والضوء بعفوية، وسخونة أحداثة.وقد استعمل استعاريا شحنات الإتساع والإمتداد والانفتاح والغموض معاً. لكي يستدرج القارئ لمضيقه الذي إتسع حتى عبر الحدود، فهو المتلقي والمشتغل والمفسر والممول. فكان مكانا جيدا ضمن محيطه الوصفي وعودته كراوي مخرج من عباءة شعره، ليبحر في زمن الذاكرة مستبعدا الأمكنة والأزمنة والحالات والرؤى بكل عفوية، ببساطة وتشبيه عاطفي حيث منطقة الينابيع الأولى. وضح لقارئه صراع التنوع بين قيم الأمس المقدسة والإنفتاح الذي عرّى تلك القيم حيث بانت هشة فاقدة للود والمحبة،حين فقدت للواعز الديني، انحدرت هذه العائلة من علياء المكان المرموق وسطوة الأب إلى سطوة التحالفات والتنازل، وتشتت الأبناء في مجاهل اللذة والرغبة، الجحود والشذوذ العاطفي لأن المخرجات أتت من أسس خاطئة. ولأن مظلوم كان يخرج صباحا و لا يعود إلا صباحا ليخرج ثانية، إما مهموش فقد دخل عصر المدينة الحقيقة فقد جلب له احد ابناء بلور مذياعاً لكنه لم يستمتع بأغاني داخل حسن التي كانت تنقله إلى سحر المشاحيف ومملكته الرملية في ضفاف الهور لأن نطحة خريبط ومضاعفاتها سارعت برحيله إلى العالم السفلي .
لحركية التعبير انبثاقا في أوج عنفوان عطائه من بؤرة التمثيل الأسطوري عند عباس بن فرناس ليبرق رمزيا وسيميائيا بأبعاد طقوسية واعتقاديه صوّر لنا قطاع 36 من المدينة والتحولات به كجزء منها ودلالته كانت سيارة نقل الركاب تدور حول المدينة التي من أهم رموزها هو تمثال ومدرسة ابتدائية يحملان اسم عباس بن فرناس لإيجاد قوة طبيعية قرائية داخل القوة الإدراكية لما تنتهي به العتبة القادمة من عتبات روايته. أدار شخوصه كحكّاء بصور حركية على جملة أفراد في فريق ينضوي تحت أجنحة التمثال، فصار رمزا لمنطقته.
لغة الحكاية عند حدود السرد اللفظي لم تقوض لعبة الحلم وتترك آثارها رذاذا لغوياَ كثيفاَ يغطي مرايا الصورة المنقولة كعلامة متجددة على مدلول غائب. فهو حين يعود لنسائم الحب الأولى تراجعياً كان تعلقي بـ أمل يمثل أول تفتح حقيقي لأزاهير القلب، بل أول تفتق للمعنى في ذهنيتي لأنها منحت اغلب الكلمات معانيها وصار لكل حرف مذاق، كنت اشعر بان مشاعري تجاه الآخرين ليست حبا لأني عرفت أخيرا إن كلمة حب تطلق على العلاقة التي تجمع خافقين لا يكفان عن الخفقان حتى يحتشد الدم احمرارا في الخدود وتزدحم الكلمات تلعثما في الشفاه أمل التي غيبها ضمن فتنة إيقاعية جميلة ولذة قُبلتِها، تحت سخونة الدخان الطارد للبعوض.يتجلى صوت الزمن الموحش المتوحش بحركة شخوصها ومسمياتها مشحونا بذاكرته عاطفة تنفتح إيقاعيا لأمس محمل بالأسى والحب والصحب ثم الالتحام إلى حد التماهي.
احتفلت الرواية بصورة الفلكور الزمني ما بين العائلة القادمة بالفلاش باك.لأمس تلونت صوره السياسية »الاجتماعية وحاضر لا لون له، ربما احمرَّ بإسطورة الإبتلاع عند الحدود الفاصلة ما بين الجسر و أم الطبول وعدم عودة الأطفال أي قطاف النبت الجديد قبل أنْ يشب، ويشتد لكي يثمر. لقد وضع ظلامة على الجانب الآخر أو نقل صورة الظلامة بغربة واغتراب عن أهل أو جوع أو خوف. ومازلت اذكر ذلك الطفل الصغير الذي فقد في غيوم أم الدخان ولم يعثر عليه احد، فنسجت حول غيابه الكثير من الحكايا وقد أقسمت بلور أكثر من مرة أنها شاهدت أم الدخان تلفه بدخانها حتى اختفى بينما تقول دهشة إن الطفل لم يختف لكن أهله خافوا عليه من الحسد والاختلاط بالشر وكية فمنعوه من الخروج……بينما فكرت دهشة بان تمنع الأطفال من النزول إلى الشارع خوفا من اعتداء خارجي وقد يكون من جهة أم الطبول فهي المنطقة الوحيدة التي وصل الخوف القادم منها حد الأساطير
تأويل رموزه نظم تعبيرية وحساسية تصويرية بالغة الدقة لأن عيونه واسعة احتوت جدل الحياة وانتظار الصوت، لم يحشد لها لغة شعرية باهضة في هيكلية عتبات النص. يقال انهم دخلوا عليه فوجدوه مرميا تحت رفوف كتبه التي كسرها وحين سألوه قال إنها اللاجدوى ويقال إن أمه أخذته إلى المشفى مغمى عليه وحين سألوها مما يشكو ــ قالت لهم انه يعاني من شيء في رأسه يؤلمه كثيرا ــ أنا لا اعرفه ــ لكني اسمعه يئن من شيء يطلق عليه اسم اللاجدوى.
لم يستبق السير الذاتي للزمن لكنه وصفه رائياً عاشقاً لبلاده ينظر إلى سهم الزمن كيف يبدل ألوانه، وكيف تتقبله أجساد ناسه الذين توارثتهم منذ الصيحة الأولى لفطرة البردي ونقيق ضفادع الهور وأسماكه التي هجنت متشكلاً بدلالة أحلامه وانكساراته وهو يراها لابسا ثوب التمرد، هي تتقطر كقطرات كوز على قاعدة زمنه الراهن.ثم تمحى لتبلل ثغر رماله العطشى أن تطأ غدا أكثر ارتواءاً وأقل جفافاً، ومازالت سحب الرمل تعرّش على أجفان الأوراق باعتقال الندى لمخالفته ألوان الأضواء الممنوعة. ينتابني مشهد الأزمة، هل كان الراوي يرثي آماله وتطلعاته وصورة مستقبله القادم؟؟ أقحم القاصد شخصيات معقدة حيث امتلكت هذه الشخصيات المثيرة للاهتمام قيمتين أو رغبتين متضاربتين على رأي نانسي كريس كذلك نختلف من حيث الإعجاب لأننا من خلال سيرنا القرائي عرفنا هوية الشخصية ومعتقداتها، فتحملنا بإستغراق إلى أن تختض الغرفة المحيطة بنا، وربما تغير الوقت وانتشينا، وكلما أنهينا صفحة حثنا الإهتمام لا بل الشغف بالتواصل، وربما لا تعجب الآخرين، لأننا نختلف من حيث تكويننا ورغباتنا القرائية للشخصيات الخلفية التي وظّفها معرفة حقيقية بكل ما تحمل من أيدلوجيات ورغبات وامرض نفسية ولعلّي أجد أن سلاما أكثر شخصياته ثراءا، فهو الرجل المثقف كـ صالح في ثمود ارتوى من نبعه مشاكسة مسار التخلف الدعائي عن نهج القال والقيل، أورثه فلسفة المشاكسة التي تعارض الموروث الخاطئ حتى في الحياة العامة وكأن اشخاصة هم هم، الذين يعايشهم كل وقته، أبناء بيئته الهشة لأقامتها على مفاهيم خاطئة، أو متخلفة أسست على هياكل ممسوخة لم يأكل عليها الدهر ولم يشرب لتهلهل ثيابها الرثة بأفكارها وقيمها البالية. التي تؤمن حتى صباحنا غير المنبلج بـ السعالي . وعرفت ماذا كان يريد سلام من معادلاته ولماذا أدخلني في متاهة القسمة على الصفر،ها قد اتضحت ملامح القسمة حيث صار الجميع يساوي واحدا وقد استند على أو قام بتوظيف الفلكلور الشعبي بواسطة الأغاني الشعبية الشهيرة لـ فيروز وداخل حسن ومدلولاتها بإزحة صورية عكس من خلاله ا الرواي القاصد ليختزل سردا قد يفيض على حواف روايته، فيستهلك أوراقها، ويذيب لون حبرها، ونشوة صورة مرآتها.
رواية مضيق الحناء لم تكن مبتكرة بل هي عائدة بالأمس كماض يتدرج حتى أعاد نفسه بثوب آخر مسلحاً بعوامل حديثة، حيث كانت الأرواح تختطف تباعا لحركة أجسادها الموافقة أو اللا موافقة. وأم الطبول كرمز هي بعبع الخوف، والجسر الجديد الذي أخذ تحت فرح تشييده معلماً، وكانت له مكانة روحية، كما انه الحد الفاصل بين العبور واللا عبور من حيث السلامة واللاعودة وبعد قرن من الزمان،عادت أم الطبول وعاد الجسر وأصبح عبوره مخيفاً حركة شخوص الأساسية والخلفية الفاعلة وغير الفاعلة، كلهم الأهل وهم عمر طفولة بائسة ينقصها كل لهو الطفولة، ويفاعة لا ظل لها سوى جناحي عباس بن فرناس وقد شحَّ الزمن به ليختفي ويصبح أداة رمزا للتوديع و الإستقبال، كذاك سقط من عليائه في الجهة المخيفة.وحبه الذي سرق من بين الدخان إلى شظايا الموت، ثم وقوفه وهو عاقل عند المثقف سلام ليتذكر علمه وذكائه وثقافته الذي كان سبب اغتياله ورميه بالإلحاد. كيف حول ناتج محصول الموت ومحصول القيم بعمل مناجلهما الخائبة. تركت الجثث عبر منعطف القتل ولم تقتل مواطن أجنبي،هم الأهل خلال الفصول أطفال وشباب وشيوخ،أدباء وأصحاب الزنود السمر فوثق عبر سرده نزف جرح العراق.
لم يبخس النسوة ريادة التحمل الجزء الأكبر من الألم والوجع، حينما حملن الحناء الأحمر واصطبغن أركان الأحياء الفقيرة التي لا ناقة لها ولا جمل في لعبة المناصب، ودماء أبنائهن مرّة دم ولحم، ومرّة لافتات وثقت عليها أسماء المفقودين بخطوط حمراء. طغت لغته الراوي الإشارية لصراع منذ فجر المذاهب يرتدي ألبسة عدة وخيّاط واحد.عملية تشظي عمر القاصد يرى ويصاحب، يصادق ويؤاخي ويحب، ثم يختفون.وحين عودة صاروا يأتون على حمالة الحدباء أو بقايا في مقابر الطمر الجماعي التي لليوم لم تشق عن بعض أهله، وهو في كل مقاطع حياته خاسرا يردد بصوته الحزين
أنا عندي حنيـــــــــــن
ما بعرف لميــــــــــــن؟؟؟
AZP09



الأربعاء، 25 يوليو 2012


        كرم وزير التعليم العالي والبحث العلمي مجموعة من الاكاديميين المبدعين 

في مجال الشعر وقد نال الشاعر حسين القاصد درع وزارة التعليم العالي والبحث 

العلمي وذلك  لمشاركته المميزة في احتفالية يوم الوفاء .. وقدم بعد ذلك معالي 

الوزير كتاب شكر وتقدير للاساتذة المشاركين في الاحتفال 




الاثنين، 16 يوليو 2012

حوار مع الشاعر حسين القاصد / مركز النور

حسين القاصد .. الشاعر الذي يزهو بمشيمته غير المقطوعة عن ثنائية الماء والطين على كتفي دجلة والفرات





- الشعر التسعيني في العراق أدخل تقنية رمزية جديدة فاقت المتوقع 
- الابتكار والشعرية هما المقياس الحقيقي للشعر
- انجب العراق ومازال ينجب عمالقة الشعر العربي لكن تجار الحروب والحملة الامية التي غزت الادب والصحافة هي التي روجت للسيء وتركت الجيد على الرف
 حاوره / علاء الماجد 
11/07/2012

لفت الانتباه اليه منذ قصائده الاول فقد شب عن الطوق قبيل مواسم الطلع الشعري ،وتساقط عن نظمه رطب جني ،تذوق فية غير ه شهدا عذبا يشي با لكثير من مواسم الخصب، والربيع الغريني، وسحائب تنوس على الارض ضاحكة جذ لى ،او غضبى مجلجلة .الشعر عند ه ليس نظما ،رغم انة نظام محترف ،بل ايقاع لدورته الدموية الممتدةمن صرخة مشيمته الاولى الى  لحظة اقتراف قصيدة جديدة الان .لم يغادر مشيمته بالارض ،الوطن ، الناس، الحب،الطيبة، الصفاء،النقاء ،وبقي وحده لا لسان لديه غير لسان الوجد الصوفي المتبتل، وربما هو وحده الشاعر الذي يزهو بمشيمته غير المقطوعة عن ثنائية الماءوالطين على كتفي دجلة والفرات  ذلك هو حسين القاصد شاعرنا الذي نحتفي به هنا:
  
*: يعد الشعر الحديث وقصيدة النثر امتدادا لصيحات ابداعية شعرية اوربية ، فهل يعد ، وفق التناظر ، الشعر العمودي قومي صرف ؟
 _ لا ادري من اين تأتي هذه الاحكام ولماذا يكون شعر التفعيلة امتدادالشعرية اوربية ؟الم يعتمد هذا النمط من الشعر على اوزان الفراهيدي  وهل يتغير الجذر التاريخي عندما يتغير المضمون وهنا اسألك اذا كان الشعر العمودي قوميا صرفا فهل قصيدة النثر رأسمالية او وجودية او عنصرية وهل الشعر شأنه شأن الاحزاب له ايديولوجية تختلف  من شكل لاخر ..هذه الاحكام يطلقها اناس مجندون للدفاع عن شكل شعري  ضد شكل شعري اخر وبالنتيجة  فهي احكام فارغة نابعة من حسد المنظر للشاعر ومن حسد شاعر الشكل الفلاني لشاعر يكتب الشكل المضاد وبالاخير يذهب التنظير ولا يبقى الا الشعر الحقيقي.
  
*: بعض النقاد يميز بين الشعر والشعرية على اساس ان الاول تمثل للحياة وان الثانية ابتكار لها (للحياة). هل اقتربت  مع هذا ام افترقت ؟
_الشعر بتعريفه القديم والذي يعاني من العقم _ اعني التعريف _ هو كلام موزون مقفى وحسب هذا التعريف العقيم يمكن لكل خطيب جامع او استاذ لغة عربية يتقن فن العروض ان يكتب الاف القصائد ويصدر عشرات الدواوين وهذا اذا اردنا ربطه بالشطر الاول من سؤالك فهو حياة تلقائية او هي حياة ميتة اذا كانت مرتبطة بهكذا شعر اما في ما يتعلق بالشطر الثاني من سؤالك فأن الابتكار والشعرية هما المقياس الحقيقي للشعر لذلك فأنا اميل لتعريف جميل للشعر نصه (الشعر نشاط تخييلي اداته اللغة ) وهنا يمكن الابتكار والابداع لذلك انا اقترب معك في هذا الخصوص وفق وجهات نظري التي قلتها .
*:استخدام الرمزفي القصيدة المعاصرة يكاد يكون فلوكلوريا ومكرورا..هل امحلت ارض هذه القصيدة عن خلق رمزها ؟
_ لم تمحل القصيدة المعاصرة ومازالت خلاقة للرمز الجديد والمؤثر لكن بعض المقلدين هم الذين اساؤوا استخدام الرمز بسبب تدني ثقافتهم  وعدم قدرتهم على التقاط الصور الرمزية ومجاورتها بالمحكى عنه لكني اطمئنك على رمزية القصيدة واقول لك ان الشعر التسعيني في العراق ادخل تقنية رمزية جديدة فاقت المتوقع لكن اهمال النقاد هو الذي جعل هذه التجربة مهمشة.
  
*: محاكاة الشعراء لبعض الا لتماعات الروائية والقصصية الاوربية تكاد تكون مبثوثة على جسد القصيدة العربية ، لكن لم نجد مثل هذه المحاكاة لعيون الادب الروائي والقصصي العربي ..الى م تعز و ذلك ؟
_اهم اسباب ذلك اعزوها الى (الانا )العربية التي لاتعترف بالمحلية وتنكرها بالكامل فهناك ادباء يستوردون حتى الوجع وفي بلده مزارع من الوجع دائمة الخضرة لذلك فهم يلجأون الى الادب العالمي لكي يخفوا ضعف موهبتهم اولا وكي يستعرضوا عضلاتهم الثقافية ثانيا.
  
*: بعد جيل الرواد الشعري لم تنجب الشعرية العراقية هرما شعريا عملاقا ..كيف تقرأ ذلك ؟
_اختلف معك في هذا الشأن فقد انجب العراق وما زال ينجب عمالقة الشعر العربي لكن تجار الحروب والحملة الامية التي غزت الادب والصحافة هي التي روجت للسيء وتركت الجيد على الرف ولابدمن ان يأتي اليوم الذي يندثر فيه الاميون الجددمثلما اندثر اباؤهم الاولون في الامس القريب .
*: اين تجد هوية الابداع العراقي شاخصة عالميا ؟ في الشعر ام في المسرح ام في النثر ام في التشكيل .ولِمَ ؟
_هناك اجابتان على هذاالسؤال الاولى : اني لا اجد الادب العراقي عالميا لان الادب يؤد قبل ان يصل صوته للدول المجاورة اما الثانية : فاني ارى العراقي عالميا جدا  لان لديه ثقافة الوجع وهذه لوحدها كفيلة بتربعه على عرش الابداع العالمي في المستقبل القريب .
  
*:هل ينبغي احراق شعر المديح؟ وكيف تراك مداحا؟
_ وهل احرقتم شعر المديح الذي سبق .. الم يكن المدح هو من اهم الاغراض الشعرية القديمة في القصيدة العربية واذا كان الله عزوجل شهد للشعراء عندما قال ( يقولون ما لا يفعلون ) فلما يحاسب الذي لم يفعل بينما يعود الجناة الى مواقعهم القديمة بثوب جديد وكيف تريد امة النهوض وهي تفرط بشعر انها واسأ لك بصراحة جدا اذا جاءك شاعر كان مداحا فهل تتركه يذهب ليمدح جهة معادية للعراق الجديد ام تسمح  له ان يعود لوضعه الطبيعي في حضن الادب العراقي الجديد مادمنا لم نحاسب موظف الامن والاستاذ الجامعي ومدراء المدارس الذين حولوا المدارس الى فرق حزبية فلماذا نحاسب من يقول ولايفعل لذلك ادعو للاحتفاظ باشعار الشعراء الحقيقيين مثل الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد مثلما احتفظنا بقصائد الجواهري الذي لم يترك احد دون ان يمدحه .. اما انا فأظنني  شاعر جدا في كل اغراض الشعر بما في ذالك المدح
  
*:لماذا لم تفرز الشعرية العراقية اسما نسويا لامعا؟
_كيف تظهر لدينا شاعرة والكثير من مسؤولي الصفحات  الثقافية والاداريين والشعراء والنقاد يتلقفونها قبل ان تنطق  حرفا فهذا يكتب لها وهذا يكتب عنها وذلك يدعوها لمهرجان قد تترك الشعر من بعدها اذا كان في محافظة خارج بغداد .
  
*: افشي لنا اسرار قراءتك الحالية للساحة الادبية بمزيد من التفاصيل ؟
_مازال المشهد ضبابيا ومازال البعض يرى في الادب والثقافة (جنبرا) يجلس من خلاله (على باب الله ) ويدعوه ان يرزقه بمهرجان طويل جدا تدعمه كل الشخصيات السياسية في البلد المنتمية وغير المنتمية للعملية السياسية عندها سيخصص يوما كاملا لكلمات السادة المسؤولين ويوما اخر لقراءة كلمات الجهة المنظمة للمهرجان واليوم الثالث توزيع كتب الشكر والتقدير من اللجنة المنظمة على السادة المسؤولين..هذا هو المشهد فبعد ان بلغت نسبة الامية في اغلب صحفنا 90% ماذا ينتظر المثقف من صحفي يعمل في جريدة مرموقة وهو لايستطيع رفع الفاعل الابعد الاستعانة بشرح بن عقيل وبمساعدة صديق ..الواقع الثقافي والادبي في شلل تام لكنه لن يبقى كذلك فالقادم سيسحق ما تبقى من الطارئين .



علاء الماجد



الخميس، 24 مايو 2012

حسين القاصد : ما يزال على قيد الشعر والعراق

 حسين القاصد: ما يزال على قيد الشعر والعراق نقلا عن جريدة الصباح



24/5/2012 12:00
صباحا 
د. باسم الاعسم
كل ما عند الشاعر حسين القاصد، قصائده، دواوينه، سلوكه، لذاعته، عنوانات نصوصه، أشكال قصائده (عمود، نثر، تفعيلة) يشير – بشكل مبين - الى هوسه – بقصدية – في رج قناعات القارئ، ومن ثم مشاكسته عبر المحاور الآتية: اولاً.. التلاعب المقصود باللغة، وتلك من سمات القاصد الواضحة. ثانياً: استثمار التهكم من خلال عنصر المفارقة (اللفظية، الفكرية، مفارقة العنوان... الخ)  ثالثا: الجرأة في التعبير عما هو مضمر بداخله من سورات تموج بالآه والأسى واللوعة.
وبعد  فأن القاصد، يطوع اللغة كيفما يشاء، فتجري الالفاظ على لسانه بعفوية وكيفية توحي بكفاءة أسلوبية قل نظيرها.  صحيح أن القاصد يكتب قصيدة العمود، لكنها ليست قصيدة تقليدية يهيمن فيها النظم على الابتكار، بل انها قصيدة طافحة بالصور الفنية والشاعرية، إذ تمتزج المعاني والألفاظ والخيال مؤلفة ذلك التشكيل اللغوي الجميل.
وتكشف قصيدة (ما تيسر من دموع الروح) التي سمي بها الديوان الشعري، عن وله عجيب في التلاعب بالالفاظ بفرادة تكاد تكون مائزة،
إذ نقرأ:
وجهي ينافسني على احزاني/ ابكي فيخرج من دموع لساني/ انساه في حضن المرايا هاربا منه/ فيصرخ أين...؟ هل تنساني؟
ويتفنن القاصد ببراعة المقتدر في ابتداع الصور الشعرية التي تنهل من الفرائد الشاخصة كالحسين والعباس وعلي (عليهم السلام) جمالها، يعرج الشاعر حسين القاصد برؤاه الشعرية – بعيدة المدى – إلى سماوات الخلق متخذاً من النقائض من جهة، والصور الجليلة من جهة أخرى، والممثلة بالرموز المقدسة – خاصة – اسلوباً في انتاج النصوص التي تجسد مهارة القاصد الفنية وأوجاعه غير النهائية.  إن أغلبية قصائد القاصد تناور مع اللغة، التي هي أبرز ادوات الشاعر، فتجيء القصائد كالمعصرات تنث على اديم الارض ماء فرات يروي الظمأ الروحي للقارئ
 
في قصيدة (هو لم يمت) احدى معلقات الديوان الشعري الموسوم (حديقة الاجوبة) الصادر عن دار الينابيع في دمشق عام 2010، يستأنف الشاعر حسين القاصد مشاكساته مع الالفاظ، كيَّما يؤثث بيت القصيد، بأسمى ما يريد، من صور مثقلات بالهم والوجع العتيد المعفر بسفر الآه كما ألفناه.               
وتبزغ النزعة التهكمية في أبهى صورها. وإلى جانب التلاعب اللفظي الذي يشكل عنصراً جمالياً في بناء النص وتشكيل الصورة الشعرية، نلمس وفرة التهكم والمفارقة وثراء المضامين المتسربة عبر ايقاعات (داخلية وخارجية) مموسقة، لا هذر فيها، ولا استطراد، إنها قصائد تجتذب القارئ من عنواناتها المختلفات، المثيرات، ومن ثقل محمولاتها، لاسيما القصائد ذات الحس الوطني التي تشعرنا أن القاصد ما يزال على قيد العراق، ذاتاً مبدعة، وروحاً سمحة، فكهة، وقلباً ينبض بالشعر الفاره الجميل.
في قصيدة (الغائب، الحاضر) والمسماة (إنه) نستمرىء ما ينسجه القاصد من شعر مزدان بصور ورؤى باذخات المعاني على وفق مبنى سليم، يخترق البناءات المألوفة في النصوص التقليدية، فيغدو مؤثراً بنحوٍ مبين، ومن فرط هوس القاصد بالعراق، فقد هيمنت القصائد التي اصطبغت بلون الوطن والتي نصفها بالموضوعية، على كل ما هو ذاتي، وإذا ما اعتد الشاعر بنفسه، فذاك حق إبداعه، وسر تفرده، سواء أهدى لنفسه أحد دواوينه، أم كان أبجدي الوصال وسرمدي العشق، أم قال شعراً بحق ولده، فالأهم توقد العاطفة وقوتها، وحسن التعبير عن الذات ولواعجه، على وفق خطاب شعري بصري، يولي الصورة الحسية – خاصة – أهمية قصوى لعقد أسمى الصلات الحميمية مع القارئ.
وقد نجح القاصد في اجتذاب الآخر له، قارئاً ومتلقياً معاً، بما يتمتع به من مهارات الاداء الفني والجمالي، شعراً والقاء, يكفيه ابداعاً هو أحد الشعراء الذين أرسوا دعائم قصيدة الشعر التي تمثل علامة فارقة في الشعرية العراقية.
لا فاصلة بين القاصد والعراق، فهو العراق روحاً حينما أصف, وفي نصه الموسوم (عراق أنا) نقرأ تلك الصور البهية بأبعادها الفنية والدلالية،  ويتغزل الشاعر بحبيبته بغداد بوصفها الحب والحضارة والجمال وأول الخلق،  ويشكل ديوان (اهزوجة الليمون) الى جانب دواوينه الأخرى سفراً شعرياً مضمخاً بحزن الشاعر على وطنه محتشداً بقصائد تدون للقراء أنا الشاعر النازفة، وجراحاته التي لم تندمل بعد، ما بقي الشعر والعراق

الثلاثاء، 8 مايو 2012

الانسجام أللفضي والترابط الصوتي مع المعنى لدى حسين القاصد /عيال الظالمي

عيال الظالمي / نقلا عن جريدة الزمان العدد 4194 في 8/5/2012





الانسجام في اللغة هو ضم الشيء إلى الشيء،وفي الاصطلاح هو مجموع الآليات العملية الظاهرة والخفية التي تجعل قارئ خطاب ما قادر على فهمه وتأويله ببساطه
، فحين نقرأ نصا نتوصل إلى فهم بنيته ومضامينه وكل خلفياته والأطر المنظمة له ، إذا وصلنا إلى هذه النقطة من الفهم وظفنا آليات الانسجام . يؤثث القاصد بروحيته شعرا غرائبي البناء في القصيد الكلاسيكية ،بتهشيم الأطر الكتابية ، وفق رؤى وتجليات منظمة مكتملة في التركيب الصوتي والدلالي . للقاصد لغة رومانسية جريحة منسجمة ، تصطبغ باللون الفطري للامتزاج الحاصل عنده بين المعرفة بمثيرات المشاعر ومواطن الألم ، وصياغته المفردة التي لا يصاغ أجمل وأعمق منها للتعبير عن المكنونات النفسية، فقد استطاع تطويع مواده التي يستخدمها في مشغل عمله الفني خاضعة لمزاجه الفردي ( لأن الفردية في التعبير هي أساس كل فن وغايته) يمتلك القاصد في ما وضع بـ (تفاحة في يدي الثالثة ) والصادر عن سلسة نخيل عراقي عام 2009\الحافز. القوة بالموقف الذي شمل تطويع عناصره جميعها . لم يكتب لكي يقال بأنه قال كذا بل كتب للتنفيس عما يغتلي ويتفاعل، وهذا واضح في الأصوات المُحدثة المترابطة مع المعنى ، و متوافقة منسجمة تجذب القارئ وتشده:
بدأت..قيل متى؟ ناديت منذ أنا
منذ اختلفت معي كي أحرث الشجنا
من ألف بادية في الروح سار دمي
لكي أُرتــّل أطفالي لها مُـــدنا
في سابق النمل كانت قريتي قلقا
ثم استراحت بغصن نامل زمنا..(ص 131)
استحدث القاصد أصوات قوافيه المركبة لما للحروف المتجاورة وقوتها اللغوية والصوتية ، ذاهبا بمنحى متناغما ابتدعه ، يشبه إلى حد ما قصائد اللزوميات عند المعري ، وما أنهل بذرى العقم قصائدا تمطى بها الترابط الصوتي ، ليعطي صوتاً نغمي يضفي هزّة بأذن المتلقي، فعلم الأصوات الذي يعنى بدراسة الصوت ومؤكدا على الصوت من حيث مخارجه وصفاته ،وطريقة إنتاج الصوت في الجهاز النطقي للمتكلم محددا لإعطاء النطق لدى الإنسان مع ما يترتب عليها من صفات تتميز بها كل مجموعة ، وكذا بطرق التقاطه عند جهاز السمع. اختار الشاعر القوافي بحروف روي جميلة ومستحدثة كـ(حرف اللام مع هاء السكت ،وبكل مواضع الأعراب ،وحرف التاء مع الهاء )لما لهما من بحّة صوتية روحية تلامس الشغاف فمن قصيدة(ساحة التحرير):- قلق تلحنه شؤون زائله \\وأسى يحاك دمىً ولكن قاتله
الموت يعزف دجلتين \\الدجلتان يمارسان الماء\\محض محاوله(ص114) كذاك النون والهاء:-(هو لم يكن ظلا وها هو ظلهُ مازال يحفظ للمكان مكانهُ) (ص110)وخيال القاصد ثرٌّ يولد ويبدع شكلاً خاصاً به ، تناما بعملية النمو البيولوجي أو العضوي لأنه يمتلك القوة المُغيرّة ، لقد قام بخلق جديد في بنية حية تشبه إلى درجة نمو النبات باستخدام المفردات التي أُخذت عنه برغم انتشارها كرمال العراق ، ومعنوناته الحديثة من العنوان الأكثر إبهارا الخارجي والداخل الأسمى تعبير مستنطقا المفردات للتحايل عليها ليوشّي المعنى بها وينسقها بانسجام النظرة الصوتية في عقل السامع ولون المفردة بلوحة الصورة لكي ليقول: يا الله في قصيدة (لا إلى أين)( ص84 ):::
أنا قارب خلف المياه مؤجل\\ولي مقلة روحية القصد مرهفة
أدثر شطآني بضيق مساحتي\\لكي لا ترى للماء ساق مكشفة 
وما جف فيّ الريف يا كوخ هدأتي\\ومازلت كالتنور حزنا وأرغفة
استخدام(الأنا)الجمعية سمة خاصة بالقاصد فهي ليست (نرجسية)كما استخدم ما يمتلك ليدخله باتون تجربته إلى نسبة عالية تصل إلى أكثر من75% لكون الأحدث جمعت قصائده ، فالعارف يعلم أن القصيدة التي تمتلك ترابط صوتي مع المعنى لا يمكن رفع مفرده من بناءها لأنها ستهد، ولكون الشاعر يمتلك نهجا خاصا جدا للتعبير (نهج القاصد) بل تمتلكه عواطفه الجياشة وانكساره العاطفي ،لا يهتم أحيان او كثيرة بالجانب المفروض لأنه أكثر كرماً فهو يعطي ما في يده جميعها ، ولا يبحث عن أزاميل مستعارة ، فالعديد من الشعراء الكبار لا يستدينون السلاح لكي يحاربوا بل يستعملوا ما يمتلكون من الروح بقتال دون التفكير فيمن يربح أو يخسر لأنهم لا يخسرون :ومن قصيدة(يا ساميا-ص69)::
وطن كجرح في الدماء وعمرنا منه ينزُّ 
إن جاع يأكل ما تبقى من بنيه وما يحزُّ 
في نفسه دمعٌ وها دمع العراقيين لغز 
هو ليس يهطل لا يجف لايهون ولا يعزُّ 
ومن خلال اطلاعي على بعض القصائد التي تتغنى أو يتناقل لقائلوها ابتداع القافية أو خلق بعض المفردات وجدت بشعر القاصد أغلبها لا أعلم السبق،ولا أودّ ُكتابة قصيدة لا من باب الانتقاص بل من باب الأخذ والإعجاب بالنمط ،إن كان للقاصد أو لأصحاب القصائد ، لا من اجل المقارنة لكن سأورد بيتاً من قصيدة (ص115) مع بيتين من قصيدتين قرأتهما انه قالب مشابه في الاختيارو بنفس الإيقاع الداخلي، اما تحويل نمط كتابة القصيدة العمودية على نمط الشعر الحر يعدّ تمرداً كنمط على رسم نظام الشطرين وجعل القصيدة على نظام الشطر الواحد، ووجدت أن قوافيه متلازمة مع ما تغني السامع طربا والقارئ اهتزازا: 
من ذلك الموت الملثم 
من شظايا الغبش الأعمى تشظت قافلة 
(
منْ لي بمنْ يمحو
مراحلَ تيهيَ الأولى لأبدأَ مرحلة؟)
{
هذا جنوبك لم يجد أسماءه 
إذ أنت من أسمائه المتحوله}
استطاع بأماكن عديدة من خلق ضوءاً ناتج عن الانبعاث وإتيان بالجد لتأكيد وحدة العمل الفني منسجما لأنه حاملاً لإرادة شعرية منصهرة ببوتقة الخلق الأكاديمي ،وما أملت عليه المواقف الكبرى التي أكسبته العمق والنضج ،لتعرضه بكامل الوعي إلى الإحساسات الدفينة في النفس البشرية ، كذاك ضمّن المفردة الشعبية دون تنافر {تأثرت بي دهرا فسال شذا فمي \\ عليهم وهم للآن (كاروكهم )يدي }إضافة إلى المحسنات البديعية تلعب دورا كبيرا وواضحا وجوهريا بشعره ونثره كما أنتج القاصد أشكالا طوّع الأطر خلالها للتلاعب بالأوزان وتناغم أصواتها مع المعنى ، وقد أعطى لعين القارئ في تفاحته صوراً للمرج الصناعي والتشكيل ألتعودي وربما أتى التشكيل النابع من الانفعال في اختيارالشاعر الإيقاع الداخلي لبحور شعره:
مضى، ويا أينه ؟ قالوا يمر ألم \\ يحنُّ للماء ؟للذكرى؟ لوردته؟
لأرملات فمي من بعد ما سرقت \\مني ابتسامة عمري طول غيبته؟
وعاش شيئا كثيف البعد ، يشبهه \\طول انتظاري بريئا قرب تهمته
التدوير في شعره ليس طقسا ثابتا إنّما ملحا لتطييب المذاق ،لم يكن عادة شعرية حتى إن تكرر في قصائده النثرية لطبيعة نفس القاصد الثائرة المشاكسة وبمنهل روحه وشاعريته الثرّة .لا يهيمن التدوير بل يعطي القصيدة نغما متوازنا مفعم بالشجن والمعنى والنفس الممتد، استطيع إحصاء الأبيات بالقصائد التي تحتوي التدوير عمودية و نثرية ولكننا نسمع وأعيننا تقرأ لنا صمتا لصوت المعاني والانسجام الهرموني في سلم الصعود بآهات الوجع أو النزول بمراتب الألم :كقصيدة(تراتيل في سورة الآه) وفي قصيدة(عندما يكذب الخبز):: 
الخوف كاللبلاب يُزرع في البيوت ويشنق الشباك اذ يتوثب
الشعر أصبح معدنيا والرصاص مناجل الفقهاء حتى يكسبوا
ومن قصائده النثرية :(ما تيسر في دموع الروح)و في(السهو نبتتنا)(15سطرا) في صفحة :تتمثل بها سجع الكهان ،والمعنى ذو الأفنان ، وموسيقى أيام زمان ، وما يجلي الغيوم عن الآذان ،وينثر العبق قي دياجير الجَنان .(حسين القاصد) من الجبال العراقية الشعرية الكثيفة الأنغام لتعدد طيوره لذا أرى أنَّ جمعاً من الشعراء في القصيدة العمودية استراحوا بسفوحه والاستمتاع واستنساخ تغاريده وإيقاعه ،وحتى تقليد نسج تراكيبه كقوالب جاهزة في قصائدهم ،لا يقل القاصد الذي يؤنس الجريح ويلهي المهموم ،وصوت لمن لا يُدَلّ على صراط الصياح حينما تكثر أُمية المناداة عن جبالنا الشماء ، ألا إنه عصر اللا ديمقراطية الذي أهينت فيه طرق إضاءة الظُلَم ، للقاصد وجهته وتظلُّ تتبعه سّبابات الأصابع بإشارات النحو.