.

في المكتبات جديد الشاعر حسين القاصد"القصيدة الإعلامية في الشعر العراقي الحديث" و النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق- العراق رائدا

.....

للحصول على اصدارات حسين القاصد ...جميع اصداراته في مكتبة الحنش  و  مكتبة  القاموسي في مكتبة المتنبي

الثلاثاء، 28 مايو 2013

الشاعر والناقد العراقي حسين القاصد في بيت " الحقيقة "

في عدد اليوم لجريدة الحقيقة العراقية نستضيف الشاعر والناقد العراقي حسين القاصد الذي لمع اسمه في سماء الشعر والنص النقدي بالعراق وخارجه دون تكلف او عناء لقدرته على تطويع الكلمة وفق اساسيات اللغة وفرض الواقع بكل اسقاطاته بين طيات الحروف ...فكان له بصمة خاصة خلقت من رحم الابداع والطموح حيث الوأد للذات العراقية وعدم الخوف من المجهول ...وفي زمن كان ممنوعا فيه التكلم اصدر مجلته ارييج الكلمة ,ولوجا الى منطقة الدهشة وكيمياء الكلام وانفتاحه الى مديات مأهولة باللاوعي ذات افق واسع يلقي بظلاله على المخيلة بما شاء من تراكيب تصب في صالح النص الادبي بكل اجناسه ...شاعرنا لهذا العدد لفت الانتباه اليه منذ قصائده الاول فقد شب عن الطوق قبيل مواسم الطلع الشعري ,صدر له عن اتحاد الادباء العرب ديوانه الاول  (حديقة الاجوبة ) وفي بغداد ( اهزوجة الليمون ) اضافة الى رواية ومسرحية واحتفى مؤخرا باصدار كتابه : الطاغية والمثقف ...دير عند عبد الله الغذامي الذي تناول فيه اشكالية موت القارئ , وأنساق الاستغفال بكل وعي وادراك وعلى اثير النقد والشعر كان لنا معه هذا الحوار المكتنز بلجرأة والجمال ...

حوار:  سناء الحافي 27 ايار( مايو ) 2013



الشاعر حسين القاصد، نرحب بك في جريدة الحقيقة العراقية ،و نبتدئ حوارنا معك ببداية رحلتك في طيات الحياة و دروب الأدب....متى بدأت في الابحار و إلى أي مدى ينبض بداخلك طموح الوصول ؟ ـــ مرحبا بكم .. شاكرا اهتمامكم وتواصلكم مع الواقع الثقافي .. بدأت في عام 1986 وهي طفولة الشاعر القاصد ، طفولته شاعرا ، وحين تجاوزت سن المراهقة الشعرية اعلنت نفسي شاعرا في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي وكنت الشاعر الوحيد انذاك الذي دخل الوسط الادبي ومعه ديوانه الاول وكان (حديقة الاجوبة ) مشفوعا بمقدمة لشيخي واستاذي الراحل د. عناد غزوان . هل تدخلت البيئة والعامل السياسي في خصوصية حسين القاصد لتبلور بذلك ذاته الشعرية ؟ ـــ انا ابن هذا المجتمع الذي ينام ويصحو على الحوارات السياسية والازمات المجتمعية .. لذلك يكون الجواب : نعم ، تدخلت كل الظروف المحيطة بالقاصد .. لتعصره فيظهر شاعرا بلغ من العمر حتى الان ثلاث حروب و(حواسم) وحصارا ، وحربا طائفية فقدت فيها (ثلاثة ارباع اسمي .. وهو اخي حسن ) مع ذلك فانا مازلت على قيد العراق لكل مرحلة جيل أدبي، أين يضع حسين القاصد نفسه بين الأجيال الادبية؟ لم يتجرأ بورخيس على تعريف الشعر ، وحاول غليفيك أن يأخذ الشعر معه إلى القبر، وقبلهما شد الشاعر السومري والبابلي والأوغاريتي خيول الشعر وأسرجوا عليها أول قصائد التاريخ ... اليوم وفي هذا الخضم اللا متناهي لضجيج العالم أين يلتقط حسين القاصد قصيدته؟؟ التقطها من وجوه المتعبين ، ومن ابتسامات العاشقين ، ومن كل انين الهور و(بحة) صوت داخل حسن ، وتأكدوا .. سأذهب للقبر وحدي بينما يبقى شعري حيّا ينبض في وجوه قرائي . من خلال كتاباتك نجد أنك متفائل وترى ان الظواهر السائدة في العراق غير ثابتة ولا نهائية ، ولا يقاس عليها توقعات المستقبل المنظور ، فهل يعني ان العراق مايزال يعيش " اللحظة السياسية المتحركة " ؟ ـــ انا (متشائل ) ادعي التفاؤل ويأكلني التشاؤم .. فالواقع بضغوطه يدفع بي الى التشاؤم ، والقاصد (الطفل الذي لايريد ان يكبر قبل ممارسة حقه الطفولي ) ينتظر الغد .. اما فيما يخص غد العراق .. فالعراق لحد الان يعيش المرحلة الانتقالية .. لذا علينا انتظار انتهاء المرحلة الانتقالية التي يظن البعض واهما انها انتهت . كيف تصف مشهد الشعر العراقي اليوم وسط خراب لا يبدو أنه منته لليوم..؟ ـــــــ كثرة شعراء وشحة شعر .. ضجيج وديكور أنثوي .. لكن الشعر نادر .. مع ذلك فالعراق لم يتراجع عن مركزه كقمة للشعر العربي نبقى مع الاعلام الى دهاليز الاعلام الرقمي الذي فرض أسماء شعرية بكثرة بحيث قلّ الشعر وتكاثر الشعراء، و برأيك هل يعني هذا أن القصيدة العربية في خطر مع طفرة النص النقدي و العثرات التي يواجهها الشعر العمودي؟ الاعلام هو وظيفة لكي يواصل الشاعر الحياة ، لان الشعر عبء عليه وعلى اسرته ، وهو ليس مفسدة للأدب كما يقول طه حسين بل هو نوع من التثقيف الالزامي لأن محرر الصفحة الثقافية سيكون مضطرا لقراءة حتى ما لايعجبه ، وبالنتيجة سيكون مطلعا (بطريقة اجبارية ) على كل جديد ، بعيدا عن نزقه وانتقائيته في القراءة ، اما النقد العربي فهو مازال متخلفا جدا ولاتوجد اية طفرة ، وحتى النقد الثقافي ليس تطورا فقد دخله العراقيون في خمسينيات القرن الماضي قبل ان يفكر عبد الله الغذامي بأي اشتغال نقدي ، مع ذلك فالنقد مازال غير مواكب لأن الظاهرة الادبية تظهر وتشتهر وتلاقي الرفض والقبول ثم يصحو النقد من غفلته لكي يتفحص هذه الظاهرة الجديدة ، والدليل اننا مازلنا نرى بعض النقاد يبحث في صراع ريادة الشعر الحر التي لاجدوى من الخوض بها ، تاركين كل جديد الى ان يصبح قديما ، اما القصيدة العمودية فالشعر شعر بكل اشكاله على ان يكون شعرا ولا اخفيكم سرا ان استسهال كتابة قصيدة النثر من قبل الطارئين اعاد الهيبة للقصيدة العمودية الحديثة التي لبست ثياب المدينة وغادرت البداوة ، الا ان مايسمى بامارة الشعر ومسابقة امير الشعراء تعد محاولة لجرها للماضي المكتف بالصورة المكررة . من اصداراتك : حديقة الأجوبة ...حدثنا عن تجليات هذا الاصدار على قيد الفلسفة و السؤال؟ ــ حديقة الاجوبة هو ديواني البكر وهو هويتي الشعرية التي دخلت الوسط الادبي بها ، وكان مشفوعا بمقدمة الراحل الكبير د. عناد غزوان وقد طبع الديوان ثلاث مرات وهو شيء نادر ان يعاد طبع ديوان شعري في زمن يعاني فيه الشعر من شحة المتلقي . الطاغية و المثقف ... نسق التصدير عند عبد الله الغذامي هجوم نقدي تناولت فيها اشكالية موت القارىء، وأنساق الاستغفال ....كيف تفسر الجدل الواسع الذي لقيه هذا الاصدار الذي اعتمد فيه على التصريح المباشر و ليس التلميح ؟ ـ للصحافة ماتقول وللكتاب مايحمل في طياته ، هذه الانساق تناولتها في كتابي (النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق ـ العراق رائدا) الذي صدر مؤخرا عن دار التجليات في القاهرة ، ولا اعرف معنى الهجوم .. انا كنت مدافعا عما هو عراقي ومعيدا ما سرقه عبد الله الغذامي من العراقيين ، وكان ذلك بالادلة الواضحة كما اشارت صحيفة اليوم السابع المصرية ، ولست بحاجة للهجوم على الغذامي ، اما التصريح فهو من سمات النقد الثقافي وقد مارسته في الفصل الاخير من كتابي ، ولاحاجة للناقد الموضوعي للتلميح ، وللاطلاع على اشكالية نسق الاستغفال وموت القارئ ادعو القارئ الكريم لقراءة كتابي لان الحوار لايتسع للتنظير . الشاعر العراقي حاضر عربيا و غائب في وطنه... من وجهة نظر الشاعر حسين القاصد:ما هي الاسباب التي تحجب عنه ضوء الانتشار في وطنه الأم ؟ ـــ لست غائبا في وطني ، لكن حضوري العربي اكثر وضوحا ، مع ان مشاركاتي العربية قليلة ، لكننا في العراق لا نجيد صناعة النجم ولا نصفق للمنجز الحقيقي واغلب ذلك يكون بدافع الغيرة والحسد ، ومع ذلك كله فانا المكروه الوحيد المحبوب بشدة ، مكروه لسلاطة لساني ومحبوب لحقيقة منجزي تتردد بين جموع النقاد مقولة: أن الشعر العراقي شرس والأدب فيه مدجّن... كيف تفسر هذا القول، باعتبارك أحد أعلام الشعر العراقي؟ ـــ الادب العربي جميعه مدجن ، أما شراسة الشعر العراقي فهي تحسب له ، وحتى الشراسة هي نوع من التدجين المضاد ، فالشعر العربي مؤدلج بالضرورة ، ولعلنا نرى الشاعر العراقي الان اكثر حرية بعد زوال الدكتاتورية . العالم يتقدم بينما يعجز الشعر عن اللحاق به..* مقولة لفرانسوا مورياك . هل عجز الشعر فعلا عن اللحاق بتقدم العالم ، أم الموضوع يعتمد على قدرة الشاعر في تناول هذا التقدم أو التراجع؟ ـ نحن امة شاعرة ، وقديما قيل ان معنى الشاعر هو العارف ، وهذا يعني ان الشعر هو المعرفة والعلم .. فالشاعر القديم كان يفتتح اغلب ابياته بقوله : (ليت شعري ) اي ليتني اعلم .. والعالم الان عالم معرفة وحقيقة لاعالم عواطف ، مع ذلك وعلى قدر تعلق الموضوع بالمواكبة ، فالشعر هو أسرع الأجناس الأدبية تفاعلا مع الحدث ، بينما تبقى الرواية سنوات عدة لتستوعب الحدث وتطرحه بطريقة ادبية ، وكذلك المسرح والقصة . الشاعر حسين القاصد...هل من مشاريع أدبية جديدة أو إصدارات سترى النور قريبا على أرض الأدب ؟ ـ بعد ان اصدرت كتابي الناقد الديني قامعا عام 2010 صدر لي هذا العام كتابان في النقد الثقافي ، الاول هو (النقد ثقافي ريادة وتنظير وتطبيق ـ العراق رائدا ) وقد تحدثت عنه في جواب سابق من هذا الحوار ، أما الجديد فهو من اشتغالات النقد الثقافي كتاب (القصيدة الاعلامية في الشعر العراقي الحديث ) وقد حددت خلاله نسق القصيدة الاعلامية وجذورها في التاريخ وواقعها الحالي .. وفي الطريق للطبع لدي الكثير من المشاريع اقربها للإصدار هو ( الشاعر والسلطة في العراق من 1900 الى 1979 ) في ختام حوارنا نشكرك على هذا الصدر الرحب ....و كلمة اخيرة توجهها لقراء جريدة الحقيقة العراقية ـ شكرا لكم على كرمكم .. ودمتم من اجل الحقيقة .. ولقرائها الكرام كل الحب مابقي الفراتان

الثلاثاء، 7 مايو 2013

اصداء كتاب الشاعر حسين القاصد النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق -العراق رائدا"

اصداء كتاب الشاعر حسين القاصد 

                النقد الثقافي

ريادة وتنظير وتطبيق - العراق رائدا
            حسين القاصد





وكالة أنباء الشعر - خاص

صدر للشاعر العراقي حسين القاصد كتاب جديد بعنوان: "النقد الثقافي: ريادة وتنظير وتطبيق - العراق رائدا "، عن دار تجليات في القاهرة ، ويتناول الكتاب عدة قضايا ثقافية حساسة وهامة أهمها : اثبات ريادة العراق في مجال النقد الثقافي ، وهدم بعض طروحات الناقد السعودي عبد الله الغذامي النقدية بأدلة علمية وتاريخية غير مسبوقة ، كما تناول اشكالية موت القاريء، وأنساق الاستغفال كما سمّاها القاصد التي يمارسها بعض النقاد في المشهد الثقافي .

وقد اثار هذا الكتاب جدلا واسعا، خاصة أنه اعتمد على التصريح وليس على التلميح في الإشارة إلى أسماء هامة وأخطاء اكاديمية ارتكبها بعض النقاد المعروفين وعلى رأسهم الغذامي والناقد العراقي ياسين النصيّر الذين اتهمهما بممارسة التظليل الثقافي من خلال كتابة دراسات مغلوطة . ويأتي هذا في سياق ما يسميه القاصد بنقد النقد الذي قرر الكاتب ممارسته رغم معرفته مسبقا بما يمكن أن يجرّه عليه كشفه للمستور في الساحة الثقافية ، إذ يقول في مقدمة الكتاب : " إن تكتب وأنت عراقيٌّ فثق أنك من أهل النار في الدنيا وفي الآخرة. وأن تعلن عن موت القارئ ليس انتقاما للمؤلف الذي بقي حيّا رغم اعدامه بقدر ماهو رصد لتدني مستوى القراءة وتخبطها بين المزاجية (والاخوانية ) ؛ فثق أنك من أهل النار في الدنيا وفي الآخرة.. وان تقول : بأن النقد الثقافي عراقي اللون والطعم النكهة وتأتي بشاهدٍ من أهلها ؛ فثق أنك من أهل النار في الدنيا وفي الآخرة..

وأن تقول: إن أسماء وهمية - ما أنزل النقد بها من سلطان - تسيدت المشهد النقدي وهي تمارس نسق استغفال القارئ وتضمر نسق السلطة، وأن تشير إلى أحدهم باسمه وتحدد نسق السلطة عنده ؛ (فثق أنك من أهل النار في الدنيا وفي الآخرة).

يذكر أن حسين القاصد يعد من أهم التجارب الشعرية العراقية المعاصرة ، إضافة لكونه ناقدا معروفا بموضوعيته وصراحته الصادمة وابتعاده عن المجاملات المجانية التي بات الوسط الثقافي يعاني من سلبياتها.

                                *******************                              
جريدة النهار



                                   **********************                      

"القاصد" ينتقد "الغذامى" فى كتاب "النقد الثقافى"


صدر مؤخرا للشاعر العراقى حسين القاصد، كتاب بعنوان "النقد الثقافى: ريادة وتنظير وتطبيق - العراق رائدا"، عن دار تجليات المصرية.

وشكّل الكتاب الذى طرح إشكالية "نقد النقد" صدمة للوسط الثقافى، لمّا تميّز به من صراحة نقدية مباشرة جدا، وكان كاتبه قد أعلنها منذ أول سطوره بمقدمة جاء فيها: "أن تقول: إن أسماء وهمية - ما أنزل النقد بها من سلطان - تسيدت المشهد النقدى وهى تمارس نسق استغفال القارئ وتضمر نسق السلطة، وأن تشير إلى أحدهم باسمه وتحدد نسق السلطة عنده، (فثق أنك من أهل النار فى الدنيا وفى الآخرة)".

وقد تناول الكاتب فى 144 صفحة، ومن خلال أربعة فصول منفصلة عددا من القضايا النقدية المهمة، حيث ركزّ الفصل الأول على قضية إثبات ريادة العراق فى التنظير للنقد الثقافى، مستدلا بأسماء نقاد عراقيين تركوا بصمتهم فى هذا المجال أمثال الدكتور على الوردى، محمد حسين الأعرجى، الدكتور على جود طاهر وغيرهم.

كما حلل القاصد تجربة الغذامى ومنجزاته النقدية ونقض كثيرا من نظرياته – على حد وصفه - التى كانت تعدّ أحكاما مطلقة فى الساحة العربية، وذلك من خلال الإشارة إلى أخطاء الغذامى الفادحة أحيانا، حيث أدرج القاصد هذه التحليلات تحت عناوين صادمة منها: "المتـنبى شحاذ عظيم أم الغذامى منظـّر فقير؟، "وهم التأنيث عند الغذامى" و"الشعوبية: طائفية أم ماذا؟ والعروبية ماذا؟ عبد الله الغذامى أنموذجا"، وقد علل القاصد تركيزه على الغذامى كنموذج فى الكتاب، بقوله فى أحد حواراته: "وقفت عند الغذامى لأنه لم يستطع إخفاء ما نقله عن العراقيين دون الإشارة إليهم، كما أنه اتخذ البيئة العراقية طاولة للتشريح الثقافى متناسيا بيئته التى تصلح أكثر، والحديث فى الكتاب بتفصيل وأدلة حول ما أخذه الغذامى من حسين مردان وعلى جواد الطاهر، وما سبقه إليه محمد حسين الأعرجى". وتناول الكتاب أيضا بعض الشعراء العراقيين إضافة إلى الناقد العراقى ياسين النصير فى مبحث فى الفصل الرابع المعنون "تطبيقات ثقافية"، إذ أشار القاصد إلى أخطاء النصيّر فى أطروحاته وذلك تحت مبحث فرعى: "الأنساق المضمرة فى كتابات ياسين النصير: نسق المناورة بين التديّن واليسارية، ونسق الاستغفال". مما جعل هذا الكتاب يثير لغطا كبيرا وجدلا واسعا فى أوساط المثقفين، بعد أن فاجأهم القاصد بنقده للنقد وبتحطيم أصنام بقيت لسنوات طويلة مرفوعة على رفوف الريادة.



                                        *****************                 


مخبوء النص وخبيء الناص.. العراق رائداً للنقد الثقافي

السبت 18-05-2013
مثنى كاظم صادق


ليس من باب جر النار إلى القرص أقول : تتجه طروحات كتاب (النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق ـ العراق رائداً)(1) للشاعر الباحث حسين القاصد إلى رد البضاعة إلى أهلها، ضمن إمكانيات استدلالية، وظفها الباحث الذي استعان بمقبوسات نصية للغذامي ربطها برؤيته المعمقة للأنساق المضمرة؛ فتحقق في كتابه ـ المهم ـ هذا الارتباط النصي لمرجعية المآل؛ إذ حافظ على خطابه الصريح / الشجاع،




في كينونته الموضوعية في بنية لغوية قامت في أكثرها، على نسق حجاجي هدفه إقناع المتلقي أو إذعانه أو التسليم به. من بين رهانات القاصد الكثيرة في هذا الكتاب، هي الرد على الغذامي، وإثبات ريادة النقد الثقافي إلى العراق، تنظيراً وتطبيقاً ومن هنا تكمن أهمية الكتاب؛ إذ شرع الباحث يفسل مقولات الغذامي في النقد الثقافي، ويحللها ويقارنها مع مقولات عراقية سابقة، تدخل في سياق النقد الثقافي، فكان من أعمدتها البارزة علي الوردي، وحسين مردان، وعلي جواد الطاهر ومحمد حسين الأعرجي (لقد كان للعراقيين الصولة الأولى في النقد الثقافي، وهذا ما اعترف به الغذامي، لكنه حاول التقليل من شأنه، فهو لم يتطرق لحسين مردان ومقالاته، ولم يتطرق لكتابات الدكتور علي جواد الطاهر في هذا المجال) ص 15 إننا نجد في هذا الكتاب آراءً نوعية، تبرز ضمن بنية التحليل اللساني، التي تدفع بنا، إلى تأطير معرفي / ثقافي للمطروح في النسق المضمر، وبالمقابل يقوم الباحث، بعملية تفنيد لآراء الغذامي الشبيهة بالحق فاتحاً ـ القاصد ـ فتحاً مبيناً؛ تمثل بتدمير النموذج المثال الذي ساقه الغذامي، بدلاً من بقائه محنطاً مسلماً به؛ إذ أثبت الباحث، أن تضاريس النقد الثقافي لدى الغذامي جاء داخلاً في مكنونات لاوعيه وتأسيساً على هذا فـ (قد لا نحتاج لأدلة كبيرة بأن هناك نسقين مضمرين في طرح الغذامي.. الأول: طائفي في تناوله لشعراء شيعة، والثاني: جعله العراق ساحة تطبيقية لتنظيره، وهذا نابع من نسق مضمر، هو التركيز على العراق؛ لإخفاء السبق الذي حققه علي الوردي، وعلي جواد الطاهر، وحسين مردان، ومحمد حسين الأعرجي في هذا المضمار) ص 18 ويبدو من خلال تحليل نصوص الغذامي ورؤيته وانتخاباته أنه مفكر جهوي؛ فهو يطبق نقده الثقافي، خارج حدود جغرافية بلده، وأيدلوجيته العقدية/ السياسية لينقلها إلى العراق، محاولاً اغتصاب الريادة له بهذا الخروج والترحيل؛ فهو لا يقدم أدلة اشتغالاته من محيطه القبلي المتخم بالأنساق المضمرة، وإنما يحاول ـ بحسب القاصد ـ أن (يصدر معاناته في مجتمعه، إلى رقعة جغرافية مجاورة ليجد عزاءً مناسباً لمجتمعه المغلق، ونلمس ذلك بوضوح، في تـناوله لصدام حسين، ليقع في وهم تنظيري خطير، ومرتبك في آن واحد) ص25 ويمضي القاصد قدماً في سوق أدلة اشتغالات الغذامي الطائفية / القومية مثبتاً أن أفكاره، غير متجانسة البتة، مع النسق المعرفي للفهم النصي. إن المسلة النقدية الثقافية، التي شيدها القاصد هي مسلة متينة، ولاسيما أنه أحال إلى مصادره التوثيقية، بأمانة تامة فضلاً عن أخذه لمقولات الغذامي وتناقضاتها وتفنيدها، على طريقة من فمك أدينك فضلاً عن التوثيق التاريخي، لمقولات العلماء الأعلام من العراق، الذين سبقوا الغذامي في نقده الثقافي، وأنساقه المضمرة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال، في هذه السطور، وضع كل طروحات القاصد هنا، لكن كاتب السطور، يزعم أن ما يطرحه المؤلف هنا، يقع ضمن دائرة الصحيح المسلم به، بمسوغات يقينية جعلها تدافع عن صدقها بنفسها؛ ذلك لأن الغذامي في كتابه يتعمد تطبيق نقده الثقافي على العراق إذ (إن نسق التصدير الذي مارسه الغذامي، هو حيلة ثقافية؛ لأنه غض حواسه جميعها عن جمال عبد الناصر، وحروبه، ودكتاتوريته، ولعل ذلك كان مغازلة للإعلام المصري، الذي له سطوته في تلميع الأسماء وتسقيطها أيضـًا) ص27 وتبرز حيلة الغذامي هذه، باستعماله اللغة الشمولية المسلم بها المفروغ منها؛ لكي يمارس سلطته التصديرية وثقة المتلقي بما يقول، إذ يكاد يقنع المتلقي بها؛ لذا جاءت محاورات القاصد له مشتملة بالضرورة، على تقنية الشاهد والمثل، أو ما يمكن أن نطلق عليه الإسناد المثالي الذي لا يقبل الشك بحشد الدعم اللغوي، واحتكامه إلى الأنساق المضمرة، بغية الوصول الى تساوي العقلي مع اللغوي مع الاجتماعي رداً على الآفة المعرفية، التي يمارسها الغذامي ولاسيما عند مناقشة موضوعة الشعوبية؛ ورد القاصد عليه مستغرباً متسائلاً، لماذا لم يجرؤ أحد ويقول : (إن هارون الرشيد شعوبي كونه قرب الفرس من سلطانه؛ فالمتهم الوحيد بالشعوبية، هو الأديب - الشاعر على الأشهر - فبشار بن برد شعوبي جدًا على الرغم من مقتله؛ بسبب دفاعه عن أول دولة قومية وهي الدولة الأموية!!) ص 39 بعد ذلك، يتجه الكتاب الى إثبات مرجعية النقد الثقافي العراقي، تنظيراً وتطبيقاً، بالشواهد والأمثلة،ومحاورتها محاورة مسهبة. إن هذا الكتاب يكشف حيل الثقافة الممررة في الأنساق الثقافية الجماهيرية المغروس فيها مخبوء النص وخبيء الناص.

(1) النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق ـ العراق رائداً، حسين القاصد / دار تجليات القاهرة 2013م.