.

في المكتبات جديد الشاعر حسين القاصد"القصيدة الإعلامية في الشعر العراقي الحديث" و النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق- العراق رائدا

.....

للحصول على اصدارات حسين القاصد ...جميع اصداراته في مكتبة الحنش  و  مكتبة  القاموسي في مكتبة المتنبي

الأربعاء، 26 يونيو 2013

مقال د. سعيد عدنان (النقد الثقافي وحسين القاصد )

مقال د. سعيد عدنان (النقد الثقافي وحسين القاصد )

ليس النقد الثقافي ، بإطاره العام ، جديدا وإنما هو شيء عرفه الأدب الغربي والأدب العربي بنحو ما . ولكن الجديد أن تأتي الدعوة إليه عقب موجة من الأفكار الداعية إلى النظر إلى الأدب منفصلا عما يحيط به وأن النص ليست به حاجة إلى ماسواه وأنه مكتف بنفسه . كانت تلك الأفكار أثرا من آثار البنيوية ، وكانت الرجعة إلى النقد الثقافي أثرا من آثار مابعد البنيوية وكأنها تنقض ماقد سلف . ومازال النقد الأدبي العربي الحديث يتلقى أصداء النقد الأدبي الغربي ويسارع في تبنيها . ولاريب في أن الانفتاح مما يحيي الأدب ويمده بنسغ جديد على شرط أن يصحبه عقل ناقد قادر على حسن الموازنة وجودة الاستصفاء ، ولم يكن النقد الأدبي العربي الحديث منذ نشأته بعيدا عن آثار الأدب الغربي . ولكن العقل الناقد الموازن بين الأصالة و المعاصرة قلما كان يزاول ما ينبغي له . وما أكثر ما تعلق الكتاب بأطراف من الحداثة الغربية آخذين بعض أشكالها غافلين عن الموقف الفلسفي الذي تنهض عليه تلك الأشكال عند أهلها مما سهل عليهم الانتقال من شكل إلى آخر ! وهكذا كان سهلا على د . عبد الله الغذامي أن ينتقل من الخطيئة والتكفير وتشريح النص إلى النقد الثقافي ! وقد نظر الأستاذ حسين القاصد إلى ذلك وهو يؤلف كتابه : النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق ــ العراق رائدا . والأستاذ القاصد أديب شاعر جمع إلى الشعر البحث الأدبي والنقد وسعى فيها جميعا أن يقول ما يرى قولا واضحا جريئا بعيدا عن المواربة فهو إذا أحب أعلن محبته صريحة واضحة ، وإذا رأى ما يقتضي الموآخذة أعلن رأيه بأقوى الألفاظ وأوضحها . وتلك ، لاشك ، مزية كبيرة قليل من يتحلى بها . رأى القاصد أن الغذامي نسي ماهو فيه وذهب يزاول النقد الثقافي وكأنه فوق الأنساق الثقافية وأنها لاتعمل فيه وكان حريا به أن يرى عمل هذه الأنساق في نفسه وفي محيطه الاجتماعي والثقافي فإذا تم له ذلك انتقل يطبقها على الآخرين ويعلن المضمر لديهم ! ونسي من زاول هذا الضرب قبله وكان جديرا به أن يقف عندهم وأن يبين ما لهم ، ويبين مواضع اختلافه معهم حتى يكون القارئ على بينة من الأمر ! وينطوي الكتاب ، فضلا عن ذلك ، على قضايا أخرى تتصل بالثقافة العراقية الراهنة تناولها الكاتب تناولا جريئا واضحا سيكون مدعاة حوار يزيد الحقائق بيانا ... تحية إلى الأديب الشاعر الباحث الأستاذ حسين القاصد ، وتهنئة له على كتابه هذا الممتع المفيد ...

26/6/2013