.

في المكتبات جديد الشاعر حسين القاصد"القصيدة الإعلامية في الشعر العراقي الحديث" و النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق- العراق رائدا

.....

للحصول على اصدارات حسين القاصد ...جميع اصداراته في مكتبة الحنش  و  مكتبة  القاموسي في مكتبة المتنبي

السبت، 28 مايو 2011

في سجن رأسي


في سجن رأسي


طفلٌ يئن برأسي كيف أسكتهُ



لا أمَّ في الرأس تُؤيه وتخفتهُ


طفلٌ ،ضجيجٌ هوى ضيفاً على أذني


وراح يعبث في فكري ، يشتتهُ


متى ينام؟ هدوئي ظلَّ يرضعه


وعيي ،وتعبث بالأحلام صحوتهُ


طفلٌ كما يفعل الإرهاب في بلدي


يعيثُ رعباً لينجو منه ميّتهُ


يحكي ،يغني ،ويكسر ظِل أخيلتي


يجوع ، تأكل تفكيري شهيتهُ


يقول لي كلَّ شيء لست أفهمه


سمعي يراه وصوتي ظلَّ يصمتهُ


يفز ليلا ، فأصحو كي أهدهدهُ


نعم ،أغطيه كي تنعاهُ غفوتهُ


لكنه نصفَ عينِ النوم يوقظني


لكي أناغيه لو خانته ضحكتهُ


يا أيها الله... رأسي كان أضرحةً


من الخيال.. وها جدبٌ يفتّتهُ


فوضى، وصوتُ انفجاراتٍ ، محاصصةٌ


رأسي ـ لكل الذي أسلفتُ ـ أمتهُ


رأسي(تفيْرسَ) كالحاسوب كيف إذن


حِفْظُ التخيّل.. إني قد ..أفرمتهُ


طفلٌ غبيٌ يغني لي قصيدتهُ


من عمق رأس فهل رأسي منصتهُ؟!


طفل يشخبط في عقلي يهشمني


رسما ، أنينا ..هنا طفل ولوحتهُ


خيط الذكاء له أرجوحةٌ فإذا


يعانق الوعي كم تعنيه دميتهُ!!


يهذي.. يمارس (نقد النقد)في أذني


كان انزياحاً وضجّتْ فيه ثيمتهُ


فتاهت الفكرة الأنثى مجازفةً


هل تنفعُ الفاعلَ المشبوهَ ضمّتهُ؟


هربتُ منه إلى رأسي فواجهني


فتهتُ رباً ينادي أين كعبتهُ


....


.....


فأين اهرب من رأسي ؟أنا جسدٌ


رأسي عراقٌ و رمحي تلك نخلتهُ


25/5/2011

الجمعة، 6 مايو 2011

العودة إلى الوطن


العودة إلى الوطن



محمد حسين الأعرجي


أخطر ما في الغربة ـ لاسيما حين تطول ـ أنَّ المغترب يحمل معه صورة وطنه في ذهنه كما تركه عليه آخر مرَّة، ولعلّ الحلم بالعودة إلى الجنة ـ الوطن التي فقدها تعمِّق هذه الصورة، وتكون المفاجأة الأولى لدى العودة أن الصورة قد تهشمت فإن لم يكن فقد علاها وعلا ذكرياته الغبار.


هذه واحدة فأمّا الثانية فهي قول شاعر عراقي لعلّه الأستاذ شاكر حيدر:


حتى إذا نضج الشِّـوا ... ءُ وقيل: حسبُكَ يا لَهَبْ


جاءوا ولستَ بعارفٍ ... مَن هُمْ يُزكّون التعبْ؟!


وقد جاء بنو أعمامنا من بريطانيا، ومن إيران، ومن سوريا فاقتسموا المغانم والسرقات فيما بينهم، ولم يأتِ من كوردستان العراق إلاّ من عصم ربُّك، والنضال الحقيقّ؛ فجلسوا في الغرفة المجاورة لغرفة السلطة.


ولا يهمني كلّ هذا فما أنا من طالبي السلطة أو المال، ولكنّ الذي يهمني ما لقيه المناضلون العراقيون الحقيقيون حين عادوا إلى الوطن المُرتجى! فقد وجدوا وطناً يقوده البعثيون بعناوين: مدير عام، أو وكيل وزارة أو ما إلى ذلك.


ولقد أتذكّر أن كان الروائي المبدع غائب طعمة فرمان قد نزل عليّ ضيفاً قبل وفاته بأسبوع فسألته:


ـ أبا سمير كيف ترى مستقبل الاتحاد السوفيتي فأجاب بداهةً:


ـ سينهار.


كيف؟


ـ لأن الوزارة منصب سياسيّ، وكلّ الوزراء شيوعيون، أمّا المناصب الأخرى فهي للتقنيين، وكلّهم يهود صهاينة خالدون في وزارتهم خلود إبليس في الجحيم.


وانهار الاتحاد السوفييتي حقّاً، وهكذا هو العراق الجديد يريد أن يبني بيتاً جديداً بآجُرٍّ قديم!


ومن هنا تجد أنّ موظفي الدوائر العراقية المتنفّذين يتفنّون في تهريبك من العراق كما لو أنّه لديهم ثأر معك، وهم ذوو ثارات، وتِرات حقاً، وذوو وفاء لسيدهم المقبور.


وإذاً فكيف تعيش في بلد مثل هذا، ولماذا؟


وإذا كنتُ آسفاً لشيء فأنا مازلتُ آسفاً، نادماً أنّني عدتُ إلى هذا الوطن الذي أهانني في منزلتي العلمية؛ فقد عدتُ إليه وأنا أستاذٌ منذ سنة: 1989 فأعاد تعييني ـ بعد التي واللتيّا ـ مدرّساً في جامعة بغداد، على حين عيَّن المدرس المساعد الذي صار أستاذاً بقدرة " قيادة الحزب والثورة " عيّن هذا المدرس المساعد المتخصّص بتدريس " الثقافة القومية والاشتراكية " في الجامعة المستنصرية عيّنه وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي.


فعن أيّة جامعة تتحدثون، وعن أيّ بطّيخ " امبسمِر "؟!


وسلامٌ عليك أبا الحسنين يوم قلتَ:


" ليس بلدٌ أحقَّ بك من بلد، خير البلاد ما حملَك "، ورضاء الله ومغفرته لك أيّها المتنبي يوم قلتَ: " وكلُّ مكانٍ يُنبتُ العزَّ طيّبُ ".


فلماذا العودة إلى الوطن؟! ولمن العودة؟ أللذل أم الإهانة؟!