.

في المكتبات جديد الشاعر حسين القاصد"القصيدة الإعلامية في الشعر العراقي الحديث" و النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق- العراق رائدا

.....

للحصول على اصدارات حسين القاصد ...جميع اصداراته في مكتبة الحنش  و  مكتبة  القاموسي في مكتبة المتنبي

الثلاثاء، 28 مايو 2013

الشاعر والناقد العراقي حسين القاصد في بيت " الحقيقة "

في عدد اليوم لجريدة الحقيقة العراقية نستضيف الشاعر والناقد العراقي حسين القاصد الذي لمع اسمه في سماء الشعر والنص النقدي بالعراق وخارجه دون تكلف او عناء لقدرته على تطويع الكلمة وفق اساسيات اللغة وفرض الواقع بكل اسقاطاته بين طيات الحروف ...فكان له بصمة خاصة خلقت من رحم الابداع والطموح حيث الوأد للذات العراقية وعدم الخوف من المجهول ...وفي زمن كان ممنوعا فيه التكلم اصدر مجلته ارييج الكلمة ,ولوجا الى منطقة الدهشة وكيمياء الكلام وانفتاحه الى مديات مأهولة باللاوعي ذات افق واسع يلقي بظلاله على المخيلة بما شاء من تراكيب تصب في صالح النص الادبي بكل اجناسه ...شاعرنا لهذا العدد لفت الانتباه اليه منذ قصائده الاول فقد شب عن الطوق قبيل مواسم الطلع الشعري ,صدر له عن اتحاد الادباء العرب ديوانه الاول  (حديقة الاجوبة ) وفي بغداد ( اهزوجة الليمون ) اضافة الى رواية ومسرحية واحتفى مؤخرا باصدار كتابه : الطاغية والمثقف ...دير عند عبد الله الغذامي الذي تناول فيه اشكالية موت القارئ , وأنساق الاستغفال بكل وعي وادراك وعلى اثير النقد والشعر كان لنا معه هذا الحوار المكتنز بلجرأة والجمال ...

حوار:  سناء الحافي 27 ايار( مايو ) 2013



الشاعر حسين القاصد، نرحب بك في جريدة الحقيقة العراقية ،و نبتدئ حوارنا معك ببداية رحلتك في طيات الحياة و دروب الأدب....متى بدأت في الابحار و إلى أي مدى ينبض بداخلك طموح الوصول ؟ ـــ مرحبا بكم .. شاكرا اهتمامكم وتواصلكم مع الواقع الثقافي .. بدأت في عام 1986 وهي طفولة الشاعر القاصد ، طفولته شاعرا ، وحين تجاوزت سن المراهقة الشعرية اعلنت نفسي شاعرا في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي وكنت الشاعر الوحيد انذاك الذي دخل الوسط الادبي ومعه ديوانه الاول وكان (حديقة الاجوبة ) مشفوعا بمقدمة لشيخي واستاذي الراحل د. عناد غزوان . هل تدخلت البيئة والعامل السياسي في خصوصية حسين القاصد لتبلور بذلك ذاته الشعرية ؟ ـــ انا ابن هذا المجتمع الذي ينام ويصحو على الحوارات السياسية والازمات المجتمعية .. لذلك يكون الجواب : نعم ، تدخلت كل الظروف المحيطة بالقاصد .. لتعصره فيظهر شاعرا بلغ من العمر حتى الان ثلاث حروب و(حواسم) وحصارا ، وحربا طائفية فقدت فيها (ثلاثة ارباع اسمي .. وهو اخي حسن ) مع ذلك فانا مازلت على قيد العراق لكل مرحلة جيل أدبي، أين يضع حسين القاصد نفسه بين الأجيال الادبية؟ لم يتجرأ بورخيس على تعريف الشعر ، وحاول غليفيك أن يأخذ الشعر معه إلى القبر، وقبلهما شد الشاعر السومري والبابلي والأوغاريتي خيول الشعر وأسرجوا عليها أول قصائد التاريخ ... اليوم وفي هذا الخضم اللا متناهي لضجيج العالم أين يلتقط حسين القاصد قصيدته؟؟ التقطها من وجوه المتعبين ، ومن ابتسامات العاشقين ، ومن كل انين الهور و(بحة) صوت داخل حسن ، وتأكدوا .. سأذهب للقبر وحدي بينما يبقى شعري حيّا ينبض في وجوه قرائي . من خلال كتاباتك نجد أنك متفائل وترى ان الظواهر السائدة في العراق غير ثابتة ولا نهائية ، ولا يقاس عليها توقعات المستقبل المنظور ، فهل يعني ان العراق مايزال يعيش " اللحظة السياسية المتحركة " ؟ ـــ انا (متشائل ) ادعي التفاؤل ويأكلني التشاؤم .. فالواقع بضغوطه يدفع بي الى التشاؤم ، والقاصد (الطفل الذي لايريد ان يكبر قبل ممارسة حقه الطفولي ) ينتظر الغد .. اما فيما يخص غد العراق .. فالعراق لحد الان يعيش المرحلة الانتقالية .. لذا علينا انتظار انتهاء المرحلة الانتقالية التي يظن البعض واهما انها انتهت . كيف تصف مشهد الشعر العراقي اليوم وسط خراب لا يبدو أنه منته لليوم..؟ ـــــــ كثرة شعراء وشحة شعر .. ضجيج وديكور أنثوي .. لكن الشعر نادر .. مع ذلك فالعراق لم يتراجع عن مركزه كقمة للشعر العربي نبقى مع الاعلام الى دهاليز الاعلام الرقمي الذي فرض أسماء شعرية بكثرة بحيث قلّ الشعر وتكاثر الشعراء، و برأيك هل يعني هذا أن القصيدة العربية في خطر مع طفرة النص النقدي و العثرات التي يواجهها الشعر العمودي؟ الاعلام هو وظيفة لكي يواصل الشاعر الحياة ، لان الشعر عبء عليه وعلى اسرته ، وهو ليس مفسدة للأدب كما يقول طه حسين بل هو نوع من التثقيف الالزامي لأن محرر الصفحة الثقافية سيكون مضطرا لقراءة حتى ما لايعجبه ، وبالنتيجة سيكون مطلعا (بطريقة اجبارية ) على كل جديد ، بعيدا عن نزقه وانتقائيته في القراءة ، اما النقد العربي فهو مازال متخلفا جدا ولاتوجد اية طفرة ، وحتى النقد الثقافي ليس تطورا فقد دخله العراقيون في خمسينيات القرن الماضي قبل ان يفكر عبد الله الغذامي بأي اشتغال نقدي ، مع ذلك فالنقد مازال غير مواكب لأن الظاهرة الادبية تظهر وتشتهر وتلاقي الرفض والقبول ثم يصحو النقد من غفلته لكي يتفحص هذه الظاهرة الجديدة ، والدليل اننا مازلنا نرى بعض النقاد يبحث في صراع ريادة الشعر الحر التي لاجدوى من الخوض بها ، تاركين كل جديد الى ان يصبح قديما ، اما القصيدة العمودية فالشعر شعر بكل اشكاله على ان يكون شعرا ولا اخفيكم سرا ان استسهال كتابة قصيدة النثر من قبل الطارئين اعاد الهيبة للقصيدة العمودية الحديثة التي لبست ثياب المدينة وغادرت البداوة ، الا ان مايسمى بامارة الشعر ومسابقة امير الشعراء تعد محاولة لجرها للماضي المكتف بالصورة المكررة . من اصداراتك : حديقة الأجوبة ...حدثنا عن تجليات هذا الاصدار على قيد الفلسفة و السؤال؟ ــ حديقة الاجوبة هو ديواني البكر وهو هويتي الشعرية التي دخلت الوسط الادبي بها ، وكان مشفوعا بمقدمة الراحل الكبير د. عناد غزوان وقد طبع الديوان ثلاث مرات وهو شيء نادر ان يعاد طبع ديوان شعري في زمن يعاني فيه الشعر من شحة المتلقي . الطاغية و المثقف ... نسق التصدير عند عبد الله الغذامي هجوم نقدي تناولت فيها اشكالية موت القارىء، وأنساق الاستغفال ....كيف تفسر الجدل الواسع الذي لقيه هذا الاصدار الذي اعتمد فيه على التصريح المباشر و ليس التلميح ؟ ـ للصحافة ماتقول وللكتاب مايحمل في طياته ، هذه الانساق تناولتها في كتابي (النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق ـ العراق رائدا) الذي صدر مؤخرا عن دار التجليات في القاهرة ، ولا اعرف معنى الهجوم .. انا كنت مدافعا عما هو عراقي ومعيدا ما سرقه عبد الله الغذامي من العراقيين ، وكان ذلك بالادلة الواضحة كما اشارت صحيفة اليوم السابع المصرية ، ولست بحاجة للهجوم على الغذامي ، اما التصريح فهو من سمات النقد الثقافي وقد مارسته في الفصل الاخير من كتابي ، ولاحاجة للناقد الموضوعي للتلميح ، وللاطلاع على اشكالية نسق الاستغفال وموت القارئ ادعو القارئ الكريم لقراءة كتابي لان الحوار لايتسع للتنظير . الشاعر العراقي حاضر عربيا و غائب في وطنه... من وجهة نظر الشاعر حسين القاصد:ما هي الاسباب التي تحجب عنه ضوء الانتشار في وطنه الأم ؟ ـــ لست غائبا في وطني ، لكن حضوري العربي اكثر وضوحا ، مع ان مشاركاتي العربية قليلة ، لكننا في العراق لا نجيد صناعة النجم ولا نصفق للمنجز الحقيقي واغلب ذلك يكون بدافع الغيرة والحسد ، ومع ذلك كله فانا المكروه الوحيد المحبوب بشدة ، مكروه لسلاطة لساني ومحبوب لحقيقة منجزي تتردد بين جموع النقاد مقولة: أن الشعر العراقي شرس والأدب فيه مدجّن... كيف تفسر هذا القول، باعتبارك أحد أعلام الشعر العراقي؟ ـــ الادب العربي جميعه مدجن ، أما شراسة الشعر العراقي فهي تحسب له ، وحتى الشراسة هي نوع من التدجين المضاد ، فالشعر العربي مؤدلج بالضرورة ، ولعلنا نرى الشاعر العراقي الان اكثر حرية بعد زوال الدكتاتورية . العالم يتقدم بينما يعجز الشعر عن اللحاق به..* مقولة لفرانسوا مورياك . هل عجز الشعر فعلا عن اللحاق بتقدم العالم ، أم الموضوع يعتمد على قدرة الشاعر في تناول هذا التقدم أو التراجع؟ ـ نحن امة شاعرة ، وقديما قيل ان معنى الشاعر هو العارف ، وهذا يعني ان الشعر هو المعرفة والعلم .. فالشاعر القديم كان يفتتح اغلب ابياته بقوله : (ليت شعري ) اي ليتني اعلم .. والعالم الان عالم معرفة وحقيقة لاعالم عواطف ، مع ذلك وعلى قدر تعلق الموضوع بالمواكبة ، فالشعر هو أسرع الأجناس الأدبية تفاعلا مع الحدث ، بينما تبقى الرواية سنوات عدة لتستوعب الحدث وتطرحه بطريقة ادبية ، وكذلك المسرح والقصة . الشاعر حسين القاصد...هل من مشاريع أدبية جديدة أو إصدارات سترى النور قريبا على أرض الأدب ؟ ـ بعد ان اصدرت كتابي الناقد الديني قامعا عام 2010 صدر لي هذا العام كتابان في النقد الثقافي ، الاول هو (النقد ثقافي ريادة وتنظير وتطبيق ـ العراق رائدا ) وقد تحدثت عنه في جواب سابق من هذا الحوار ، أما الجديد فهو من اشتغالات النقد الثقافي كتاب (القصيدة الاعلامية في الشعر العراقي الحديث ) وقد حددت خلاله نسق القصيدة الاعلامية وجذورها في التاريخ وواقعها الحالي .. وفي الطريق للطبع لدي الكثير من المشاريع اقربها للإصدار هو ( الشاعر والسلطة في العراق من 1900 الى 1979 ) في ختام حوارنا نشكرك على هذا الصدر الرحب ....و كلمة اخيرة توجهها لقراء جريدة الحقيقة العراقية ـ شكرا لكم على كرمكم .. ودمتم من اجل الحقيقة .. ولقرائها الكرام كل الحب مابقي الفراتان