.

في المكتبات جديد الشاعر حسين القاصد"القصيدة الإعلامية في الشعر العراقي الحديث" و النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق- العراق رائدا

.....

للحصول على اصدارات حسين القاصد ...جميع اصداراته في مكتبة الحنش  و  مكتبة  القاموسي في مكتبة المتنبي

الاثنين، 17 نوفمبر 2008

حذام يوسف الطاهر تحاور الشاعر حسين القاصد




في حوار مع الشاعر العراقي حسين القاصد:

حاورته: حذام يوسف الطاهر في صحيفة المثقف

شاعر وناقد .. هادئ وثائر .. شفاف وغامض .. عاقل ! ومجنون ! .. يشبه نفسه ولايشبهها .. نرجسي مع نكران لذاته .. يسكنه الوطن .. ولايسكنه، وكما يحلو له التأكيد بأنه لازال على قيد العراق .. يسمونه متنبي العراق لأعتداده بنفسه ولقرب مستوى مفردته من المتنبي .. إنه الشاعر العراقي الكبير حسين القاصد .

حذام: حسين القاصد .. من إختار من؟ انت أم القاصد؟
القاصد: كان أول لقاء بيننا أنا وإياي عام 1986 حين فكرت أن أخلق مني شاعرا وأسميه بهذا الإسم فاحببته كثيرا الى أن بدأ شيئا فشيئا يسبب لي المتاعب فطيلة علاقتي بالقاصد كنا مثاليين حتى في تخاصمنا حيث إني أهملتني من أجله وسخرته لي كما أنه لم يقصر في إشتعالاتي وإنطفاءاتي معا ... أنا أخترت القاصد لكي يكون (أنا) لأني مؤمن بأن ما أقوم به هو خلق ذاتي لا أريد أن أنسبه لأهلي أو لأبي او لعشيرتي أنا الوحيد أولى بجنته وناره رغم إن نيرانه كانت جنة على قومي وجحيما على أطفالي أيام الحصار .. لذلك أعلنت عن ولادتي الأولى عام 1986 شاعرا قاصدا مازال بإتجاه قصده حيث أستمرت حضانة الشاعر لدي الى أن نضج فكانت له أكثر من ولادة أخرى.

حذام: فمتى كانت ولادتك الثانية؟
القاصد: في عام 1995 أصبح لدي ديوان جاهز للطبع وحينها دخلت كلية الآداب طالبا مسائيا وكان آنذاك أ.د عناد غزوان رئيسا لقسم اللغة العربية وقد أولاني إهتماما خاصا وأخذ مسودة الديوان وكتب مقدمته وصدرت طبعته السرية الأولى في ذلك الوقت وكان مستنسخا وغلافه عبارة عن فايل لكنه لاقى رواجا حيث فزت في وقتها بلقب شاعر جامعة بغداد ومازلت أحتفظ بهذا اللقب لأنهم لم يجروا أي منافسة لشعراء الجامعة منذ ذلك الحين حتى الآن .. بعدها أصبحت أتردد على إتحاد الأدباء والكتاب في العراق .. وبمساعدة الشاعر الإنسان والصديق النبيل منذر عبد الحر تم تسفير ديواني حديقة الأجوبة الى سورية لإتحاد الكتاب العرب ليطبع هناك رغم إني وقتها لم أكن عضوا في إتحاد الأدباء والكتاب في العراق وطبع الديوان وصدر عام الفين وأربعة وقبل ذلك الحين كنت قد إشتركت في آخر مربد أقيم في زمن النظام المقبور وكانت لقصيدتي جدل بيني وبين أبي الطيب المتنبي الصدى الكبير الذي ساهم بإنتشاري وقد تناول هذه القصيدة أكثر من ناقد كبير منهم شيخ النقاد الراحل عناد غزوان والدكتور حسين سرمك حسن .

حذام: في أكثر من لقاء صحفي وتلفزيوني كانت هناك إشارة الى إنك ألبست القصيدةالعمودية ثوب العصر فكيف تفسر لنا هذا الرأي؟
القاصد: في البدء لنتفق معا بأن قصيدة النثر هي آخر عملية قيصرية على جسد القصيدة العربية وهذه القصيدة أعني قصيدة النثر لم تستطع الصبر على قصيدة التفعيلة أو الشعر الحر كما كانت تسمى حين ثار السياب ورفاقه على ترهل قصيدة العمود عند الجواهري والرصافي والكثير من الذين ظنوا بأن الشعر كلام موزون مقفى فجاء السياب بالإنقلاب الكبير وجدد في القصيدة التي أرعبت ذلك الجيل لكن وكما هي (سنة او شيعة) الحياة فبعد كل جديد جديد، فجاء الجديد (قصيدة النثر) وأنا لست مع شكل على حساب شكل آخر لكني مع الشعر على أن يكون شعرا لذلك وبعد أن إستوعبنا كل مامر بنا أردنا العودة الى العمود بثوب عصري فكانت قصيدتنا أنثى إبتعدت عن الكلام الجاهز مثل أنت شجاع كالأسد وشامخ كالجبل .. صحيح إننا لم نخترع الكلام ولم نأت ببحر أطول من الطويل لكننا شذبنا القصيدة العمودية بعد أن طهرناها من الزيادات الموجبة للقافية ومن رد الصدر على العجز ومن الحشو اللامبرر .... القصيدة العمودية الحالية هي آخر ماتوصلت له القصيدة العربية حاول البعض غض النظر عنها لكنهم أخيرا أذعنوا بأنها أكثر الأشكال الشعرية قدرة على الشعر .
حذام : بناءا على جملة ماقل دل كيف تنظر الى:
(الوطن)
ـــ حين إنتبهت الى أرضي مشت قدمي
وعندما لم أقف سميتها وطنا
(المرأة)
ـــ بها أراها، عيوني بعض بسمتها
لو أغمضت فمها لا أحسن النظرا
(الخوف)
ـــ نال مرتبة الرجولة في العراق لزمن طويل
(الله)
ـــ الله
ـــ حسين القاصد /اخاف عليه
(الشجاعة)
ـــ انثى
حذام: هناك من يتكلم عن جرأتك في كتابة القصائد العاطفية وحتى السياسية وكأنها تهمة .. فهل أنت متهم بجريمة الشعر؟
القاصد: اذا لم يكن الشاعر جريئا فليترك الشعر ويبحث عن مجال آخر لأن الشاعر هو من يصنع الحياة الحلم والحلم لايأتي بالتحاشي .. الجرأة مطلوبة والشاعر نبي مؤجل يوحى له ليطلق آياته لمن هم على ملته .
حذام: من يطربك من الشعراء؟
القاصد: أنا
حذام: في احدى قصائدك من حديقة الأجوبة وعنوانها (أنه) .. فيها تلاقح مع إسلوب الحلاج في لعبه على الكلمات فهل تأثرت به في كتابتك للقصيدة وهل تقرأ له ؟
القاصد: لم أتأثر إلا بي أنا حسين القاصد.. لي إسلوبي ونكهتي لكن يبدو إن صوفية اللغة أوحت لك بذلك .. مع ذلك أنا في هذه القصيدة إحترت أن أصف ممدوحي وتوصلت بالنهاية بأني إذا ناديته بإسمه فقد وصفته لأن لاشيء أروع منه ، والقصيدة هي في مدح الإمام الحسين وليس في رثائه لأن الحسين لم يمت لكي أرثيه .
حذام: الشاعر الكبير عيسى حسن الياسري يؤكد أنه لايستطيع أن يكتب شعرا إذا لم يكن عاشقا وسيبقى يعيش حالة الحب حتى آخر لحظة من عمره .. هل تؤيد الياسري في هذا الموضوع؟وهل ياترى القاصد الآن يعيش حالة الحب ؟
القاصد: تحيتي وشوقي الى صديقي الحبيب عيسى حسن الياسري آخر القرويين ... أما بالنسبة للسؤال ياصديقتي فأنا آيل للحب في كل الأوقات ودائما أحب وإذا لم أجد من أحبه فسأبقى أحب أن أحب
حذام: الشعر سبق النقد بعقود .. كيف تنظر الى الحركة النقدية في العراق وهل أنصفك النقاد؟
القاصد: دائما تظهر الظاهرة الشعرية ويبدأ النقد بالإستيقاظ ويفرك عينيه ويبدأ بالهجوم عليها وما أن ترسخ الظاهرة حتى ينقلب النقاد على أعقابهم وينكرون مانطقوا به أول الأمر لا أقول أنصفني النقاد لكني مازلت أعاني من صغارهم لاسيما الذين حاولوا الشعر ففشلوا وأستسهلوا النقد الا إني نلت شرف الإهتمام من كبارهم وآخر هؤلاء الكبار هو العائد للعراق الأستاذ الدكتور محمد حسين الاعرجي .
حذام: هل قرأت قصيدة معينة وتمنيت أن تكون أنت من نظم أبياتها؟
القاصد : ماأتمناه سأكتبه لكن هناك أبيات تستوقفني بين الحين والآخر أتمنى أن أكون كاتبها
منها لشاعر العصور ابي الطيب المتنبي ففي أحد الابيات يقول :
للهو أوقات تمر كأنها قبل يزودها حبيبٌ راحل
أشعر إني قلت هذا البيت والمتنبي سرقه مني !!!!!!.
حذام: بعد ان أسستم نادي الشعر في إتحاد الأدباء وقمتم بالكثير من النشاطات الثقافية هل لك أن تحدثنا عن هذا الموضوع ومايتعلق ببعض التصريحات حول تأخير الإنتخابات للإتحاد وكيف تنظر لهذا الموضوع؟
القاصد ــ نادي الشعر أسسته بعد زيارتي لشيخي عناد غزوان وهو في فراشه الأخير وحصلت موافقة الدكتور عناد غزوان .. بعدها تم التفاوض مع الفريد سمعان الأمين العام للإتحاد حول هذا المشروع ولم أترأس دورته الأولى تلقائيا إنما أقمنا إنتخابات أدت الى فوزي رئيسا لدورته الأولى وقد مهدت هذه الخطوة الى تأسيس نادي القصة ومنتدى نازك الملائكة (غير المجدي) وهنا بدأت الغيرة والحسد فبعد النجاحات الكبيرة التي حققها نادي الشعر ومازال يحققها يبدو إن الأمر لم يرق لأحد أعضاء المكتب التنفيذي الذي مازال يشكل حجر العثرة أمام الإبداع ومازال يهتم بإمور أخرى لاعلاقة لها بالأدب فهو أقرب الى أي شيء ماعدا الأدب وقد حاول هذا الإنتهازي وضع العصا في عجلة نادي الشعر الى الحد الذي يهدد بحله بين الحين والآخر ولا أدري من أين يأتي بهذه السلطة وهو الآن يمثل هيأة تمشية الأعمال لأن الإتحاد في عمره هذا تجاوز مرحلتين إنتخابيتين ولم تجر أي إنتخابات وهذا لايعني إني أطعن بأصدقائي في المكتب التنفيذي الذين يسعون جاهدين هم ورئيس الإتحاد وأمينه العام الى إقامة الإنتخابات لكن هذا الفائض عن حاجة الأدب والأدباء يريد أن يغطي عن فقره الإبداعي بإمور إدارية لاعلاقة له بها.... ولنعد قليلا الى منتدى نازك وهنا أسأل ماجدواه فإذا كانت العضوة في منتدى نازك شاعرة فهناك نادي الشعر وإذاكانت قاصة فهناك ناد للقصة وإذا كانت غير ذلك فهناك ناد لغير ذلك ! .. ولا أدري لماذا هذا العزل الأنثوي الذي لايتماشى وروح العصر والذي لم يجلب لنا سوى بعض الطارئات اللواتي لمعت أسماؤهن كنساء لا أكثر إذا إستثنينا اللواتي كن ذوات صفة إبداعية قبل منتدى نازك .
حذام: وماذا قدم نادي الشعر حتى الآن؟
القاصد: نادي الشعر قدم عشرات الأسماء المهمة التي لها ثقلها الآن في الساحة وقد يحسب علينا بأن بعض الطارئين ظهروا بشدة من خلال هذه المساحة التي وفرها نادي الشعر لذا نقول إنا منحنا فرصة الظهور والمبدعون فرضوا أنفسهم والزمن كفيل بإزالة الطارئين .. بإختصار شديد نادي الشعر حافظ على شيء إاسمه إتحاد الأدباء وبالطبع بمساعدة الإتحاد نفسه حيث ساهم الإتحاد بدعم النادي كما ساهم من خلال بعض جلسات الأربعاء التي لاترقى لمستوى الطموح بتألق جلسات السبت لنادي الشعر لذلك فالجمهور في السبت أضعاف جمهور الأربعاء .
حذام: وهل تعتقد إن السبب في تفوقكم أنتم ، أم إن يوم السبت هو يوم عطلة للكثيرين ويكونون متفرغين لحضور نشاطاتكم؟
القاصد: أما الأربعاء فهي أزلية الإتحاد ، حيث منذ أن أسسه الجواهري حتى الآن جلسات الإتحاد كل يوم أربعاء الى أن جئت أنا فأبتكرت يوما آخر غير الأربعاء وكان السبت .. ولم يتميز السبت كونه عطلة رسمية لسبب بسيط جدا إننا حين أقترحنا السبت موعدا لجلساتنا لم تكن الحكومة قد أعلنت إن السبت عطلة رسمية .
حذام: في مجموعتك الشعرية (أهزوجة الليمون) لك إهداء تقول فيه " الى قميص مشجر بالفتوق وبنطال بلا لون كنت أرتديهما في دراستي الإبتدائية شكرا لهما كما ربياني صغيرا" في هذه المرحلة من كان له الفضل في إكتشافك؟ ومتى نظمت أول أبيات من الشعر؟
القاصد: في الرابع الابتدائي إكتشفت قميصي وبنطالي الذين تعبا علي كثيرا وكنت منذ ذلك الحين موهوبا باللغة حيث إني لم أجعل دفترا لقواعد اللغة العربية منذ الرابع الابتدائي حتى آخر لحظة دراسية أما أول الأبيات التي نظمتها فقد كان في عام 1986 .
حذام: ماهي ملامح حسين القاصد المستقبلية؟ وهل هناك ولادة أخرى لك في الطريق؟
القاصد: أنا مازلت على قيد العراق ومازلت أكتب وأنبض، لي في الطريق الى القاريء ديوانان سيكونان قريبين جدا أحدهما سيصدر عن إتحاد الكتاب العرب وهو (ماتيسر من دموع الروح) وديوان آخر ربما يكون مزامنا في الصدور وهو (تفاحة في يدي الثالثة) اذن أنا موجود جدا .
حذام: ونحن نتمنى لك دوام التألق والتجدد وشكرا لك أيها القاصد الذي لازال على قيد العراق