.

في المكتبات جديد الشاعر حسين القاصد"القصيدة الإعلامية في الشعر العراقي الحديث" و النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق- العراق رائدا

.....

للحصول على اصدارات حسين القاصد ...جميع اصداراته في مكتبة الحنش  و  مكتبة  القاموسي في مكتبة المتنبي

الأربعاء، 27 مايو 2009

حسين القاصد ...عنقاء عراقية تخرج من جديد/ وجدان عبدالعزيز


حسين القاصد ...عنقاء عراقية تخرج من جديد
تأخذك جمالية الحياة وانت متخما ببشرة حبيبتك المستعارة من حدائق الشعر تلك الحدائق الغناء المعروشة باثمار اللذة والاندهاش .. والمفارقة التي تفاجئك بابتسامة غاية في الرقة والجمال او دمعة متلألئة تسيل على خد صبية بعمر الزهور ، فتنذهل اكثر وتتوحد مع الاشياء ..

هكذا الشاعر المبدع حسين القاصد يجعلك وانت تمتح من معانيه في ايقوناتها المتميزة يلامس الظروف القاسية الطارئة بروح الشجاعة ليمنع ان تودي هذه الظروف بانتمائه للاشياء المحيطة حتى انه يلتف بوحشة الطريق وهي طريق وعر جدا ، فينغلق على نفسه على امل الخروج من شرنقة الذات بتصريح يبدو انه غير عادي .. امشي ولا احد في صحبتي غيري ترسانتي ألمي بوح ذاتي بهمس خارجي وصورة متكورة في ايقونة خاصة جدا سرعان ما تتفتق عن تبرير معقول للوهلة الاولى .. أمي على التنور مات رغيفها لماذا؟؟ فتساؤل الشاعر يتصاعد .. هل تقرأين قصائدي ) لان .. الشعارات التي رُفعت لقتل الموت كلا لن يموت الموت هذا الكائن الورع وهنا استدراك لأ : 1 ـ مفتاح الحل في قصائده 2ـ لنفسه حيث يخرج من ركام الموت والشعارات الزائفة ليرى خصب الحياة كما تتجلى في قوله ..كل النساء جميلات .. بنظرة تفاؤلية واستيعاب لمجريات جمال الحياة وهي مدعاة للحب والاستمرار والتمسك مما جعل الشاعر يعود بقوة كي يجتر ارثه الحضاري في الامساك الاكبر بمقود الفخر بنفسه لانه ابن بار وصالح النسب وفخره معقول ليس فيه زيادة مبالغة .. مني ابتدت هذه الدنيا ومن قلمي تحدثت .. ثم سارت .. فوقها علمي لانه هكذا .. قيل للماء كن ماء فكان يدي ثم يستدرج مسوغات اكثر معقولية كي يثبت على مبادئه لماذا؟؟ لان .. امشي ونزفي نخيل في مرابعه حتى تفرع آل البيت من ألمي وهي دعوة مضمرة تبدو معقولة للمتلقي لاعتناق طريق آل البيت لانهم نبعوا من ألام الانسانية فهم ليسوا حكرا لاحد او فئة محددة بأطر قساوة الأنتماء الاعمى وهذا الاعتناق ليس بالعادي الدليل قوله : لم تعد مثل كل العابرين على شعائر الحزن لم تحصد سوى السأم ويحاول تركيز هذا الخطاب بنفس الاتجاه مخاطبا خلفه في الارض أي خلف حسين القاصد : ابا فرات يا ابن النخل ياولدي لاتشتم الجوع ان الجوع من قيمي وكأن القيم لاتستقيم وتثبت الا بالجوع والتصبر والتحمل ..ويتسلسل في اثباته نسبه بقوله : فيم أتهمت وذا أبليس يسألني عن سر من علم الانسان بالقلم ورغم كل هذا فهو يسلم بانه : قد احتللت بُني الآن معذرة ان لا اضمك سلم لي) على علمي والمتلقي يصل احتراقات الشاعر في اثباته ذاته عن طريق القصيدة : صحوت فقالت قل بجسمي قصيدة فقلت معاذ الشعر ما كان احسنا برغم التعوذ الذي اكتنف نفس الشاعر الشفافة ثم يكمل القاصد لوحة الانتماء في حادثة جسر الائمة : يتكاثرون مع الانين ويكبرون فهذا الكد والضيم والالم يكون : فبعد تعب قد يرون الكاظما كان حسينا يعني تبادل امكنة قناديل التأريخ المضيئة التي تجعل الحق الى جانبنا في الفخر والافتخار والثبات لاننا : لم نعشق التنكير فالتيه معرفة وبالتالي فالشاعر يرفع راية الحب حينما يتعرى في ساحة البوح : وحين تعرى البوح في حضرة الندى وجدتك يامن ـ كم تحبك ـ معطفه لان حتى : هديلي غريب الطعم ان ذاق بحتي غريب اكن فوحا على الخد زخرفه وفي كل مرة ترى القاصد يتخفى بعباءة الصورة الشعرية خلف باب هوسه في فلسفة الاشياء : تمهل وراء الباب ريح ملثمة اذا ما فتحت الباب تنهال مؤلمة وتتجلى هذه الصورة بالاتي : عراق انا والنخل اهدى صلاته لغيري ورغم الماء فالجمر يممه ومن خلال الغوص في الصورة تجد حسين القاصد يتمم في مقلاته متخذا اسلوبه الخاص جدا الذي يجعل استحالة تقليد صورته الشعرية كما في : ربما انسكبت يدي من الاناء على ارتجافات الحقيقة الحرب تكنس من شفاهك كل الوان البريق ذق تجد صدقي الملون بالترجي بين سكره انا كسرة امرأة تجرح وجهها القمري فوق الارصفة وعبر تنقلات الحياة بازمانها وامكنتها تتوضح التزمات الشاعر الانسان بقضية التضحية حتى تتكور عنده في قضية الحسين العظيم حينما جعل موته حياة : وكيف تموت ويبقى الكلام بذكرك طعما لذيذا شهيا قططت التواريخ عبر الدموع ومات الزمان وجئت فتيا وتراني اقف مبهورا امام تبريرات الشاعر للبكاء على الحسين : يعاركني فهم كنه البكاء فأعيا والقاك وعيا لديا ثم يحاول التماس الاذن من المتنبي كي يستعير منه علو المجد بالتعكز على الصبر لان وجعه كصخرة قوية لاتتزحزح امام حركة الزمن : والمجد يتغزل مازلت افترش الدمار وابتني بالصبر عائلة الوجع الصديق مكبل ماذا اذن الحرب فوق قصيدتي معتوهة في مأمن تتنقل وانا اتجول في اروقة القاصد الشعرية اقف مشدوها امام خطابه ا لموجه الى روح الشهيد الشاعر رشيد حميد الدليمي : تعال اختنقت لان الجياع استعدوا اخيرا لأكل الهواء لقد كنت تنمو بظل الخراب أيا بلبل الشعر ثم اذهلني بصورة راقية حين نقل مصائب العراق بقوله : فليتك تدري فبلواك طفلة يعني تنمو المصائب كنمو الاطفال غير انه يبادرنا بأن : توسم بالخير خيرا أي ان العنقاء العراقية مهما تنامت المصائب ستخرج من جديد لان : ابناؤها يتكاثرون مع الرصاص فكيف تخلو بغداد اول فاعل في جملة ، والحب فعل ويختتم فخاره وعلوه وافتضاح سره في قوله : الله ياوطني الذي ارنو له فيبوح قتلا لكنني رغم احتراقي في سماه اظل اعلى هكذا بكل فخر واعتزاز اقول ان المبدع حسين القاصد اضاف الى المكتبة العربية باقة شعرية حملت الكثير من ارهاصات الانسان في مسيرته الحياتية الشاقة امام متناقضاتها المفارقة ...


وجدان عبدالعزيز