.

في المكتبات جديد الشاعر حسين القاصد"القصيدة الإعلامية في الشعر العراقي الحديث" و النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق- العراق رائدا

.....

للحصول على اصدارات حسين القاصد ...جميع اصداراته في مكتبة الحنش  و  مكتبة  القاموسي في مكتبة المتنبي

الاثنين، 27 سبتمبر 2010

حسين القاصد ...رواية ومجموعتان ودراسة


حسين القاصد ...رواية ومجموعتان ودراسة

ايمان الوائلي
22 / 9 / 2010
في صباح أربعائي مميز كان للأتحاد العام لأدباء العراق روعة تجلّت في أحتفائهِ بأيقونة الأبداع المتعدد وحادي سربهِ الشاعر والناقد والروائي (حسين القاصد) لتتجلى سمفونيةُ الألق في كرمهِ راغباً ومرغوباً لكل مايجود به طرفي معادلة الألقاء والتلقي في كرنفالٍ منحَ الأجواءَ طعماً مميزاً ومذاقاً خاصاً .. قدّمه الشاعر (مروان عادل حمزة) فاتحأ منتصراً بأتاحةٍ مكنتهُ منها مؤلفات القاصد لتنغمرَ متعة أفاقه في رحلةٍ أثيريةٍ بين تفاصيلِ مضيق حنائه ودراسته ومجموعتيه لتجتمعَ سرعة بديهيته ودقة عباراته وقوة جمله كما هو دائماً ليمنحَ الأخر القدرةَ على مواكبةِ أسترخاءِ الرواية مثلاً بأعتبارها تجربتهُ الأولى حيث علّم جملها الصبر والمطاولة لتجلسَ صاخبةٌ في صمتٍ لذيذ وضجيج مستحب .



بأختصار شديد أتسعت مدارات القاصد لتتمكن من أختزالِ رحيقِ علميتهِ الراقية وعذوبة أمنياته في شتاتٍ مرغوب .


جاءت مداخلة الدكتور (رحمن غركان) الأولى في روائية القاصد حيث سبق له أن كتب عنه ناقدأ وشاعرأ ودارساً ولأول مرة روائياً في مضيق الحناء موجزاً قراءتهُ في التقاطاتٍ سريعةٍ لأن المبنى حافلٌ بالأبداع بالشكل الذي يجعل أسترسال القراءة أمراً متاحاً صانعاً للمتلقي عالماً ممكناً للولوجِ في أشكاليةِ روايته فحين تُقبِلُ على مضيق الحناء تجد العنوان يبحثُ عن أسئلةٍ فهو دالٌ مكاني متعدد الأيحاءات الى أن تصلَ الى منطقة (حي العامل) لتكون هي مرتكز طفولته وعنوان قاصديته في الرواية . فيما أجتهد القاصد الروائي في رسم المكان ورموزه بدلالةٍ مكانية بحيث أجادَ توظيف المعنى لدوال المكان كما نجدها في أختياره لرمز تمثال (عباس بن فرناس) الذي يعد أبرز معالم تلك المنطقة مستثمراً قدسيته آنذاك .. اذاً هو مكانه الأول الذي أنسحب منه الى العالم الخارجي ومن ثم تأتي لوحة الغلاف التي تشكل دفتي الرواية التي تصرف ذهنية القاريء الى أنه رسم لوحة لجذور أسلافه في أهوار العمارة حتى نصلَ الى إهدائه الذي يبرزُ شعريته متقصداً كونهُ جزءاً مهماً من ثيمة الرواية وعدم أبعادهُ عنها ، ثم نقفُ عندَ أستثماره الذكي للعدد (6) كما في (سابع أيام الخلق ) لعبد الخالق الركابي .


نلمسُ بجلاءٍ حرص القاصد أن يتميز روائياً شاعراً رمزياً من خلال شخوص الرواية (سلام ، أمنيات ، مهاوش ، أمل .... الخ) وواقعياً في تداوله أبعاد شخصيات ( محمد البغدادي وحسين سرمك) لخدمة روايته .


مما يتيح أمامنا سؤال عميق في أمكانية غلبة الروائي على الشاعر هنا الذي دعتنا اليه أحتشادات أبعاد مضمونية وملامح وأفكار ومعاني كثيرة الأمر الذي جعل روايته ترتكز على فائض الرمز لتمتع القاريء بعمقها .


وبحسب (رونالد بارك) فأنه يضع النص (مابعد الحداثة) لأنه قائمٌ على أستثمار فائض المجاز وأستثمار فائض الرمز يعني تتلمس أبعاد الزمان وتجلياته والشخوص في أكثر من قراءة .


ففي الصفحات الأولى الى الأخيرة من الرواية هناك التقاطات تشير الى حسين القاصد شاعراً وجملٌ يشترطُ فيها على فعالية اللغة في صياغة المتن .


الرواية جنساً متسعاً لتوظيف الشعر والسيرة والتاريخ وغيرها فكان القاصد في مضيق الحناء مؤرخاً مرة وكاتب سيرة أخرى وشاعر كثيراً مما مكنه من توظيف شعر البغدادي كجزء من متن الرواية .


أنهى الدكتور (رحمن غركان) مداخلته بأمنياته الخالصة للقاصد بأزدهار المحبة والشعر والرواية .


ليأتي دور الدكتور (جاسم محمد جسام) مستعرضاً دخول (حسين القاصد) جنساً ابداعياً آخر وهو مضيق الحناء الرواية التي أشاد فيها بتجربة القاصد روائياً من خلال أستخدامه تجربة الحياة كتجربة أبداعية ودقة أختيارهِ الأسماء كدلالة على أهمية الموروث الشعبي في تكوين الشخصية متمنياً للقاصد في تجربته الروائية الأولى التطور والنماء .


جاءت باقة ورد من الدكتور (عقيل المندولاوي) مدير عام دائرة العلاقات الخارجية في وزارة الثقافة في ختام مداخلة الدكتور جسام كمشاركة عطرة في تلك الاصبوحة .


وهنا توقفَ الناقد (كاظم القريشي) أمام تجربة القاصد في الرواية مستهجناً خوضه غمار أكثر من نص أبداعي قائلاً أن المبدع أما أن يكون شاعراً متفرداً في شعريته وأما ناقداً متمكناً من أدواته وأما روائياً فلا يمكن للمبدع أن يحتوي أكثر من قلب في جوفه مستشهداً (بتأريخ القرءان) كمنجزٍ أبداعي تأريخي وحيد وأعتباره تركيز قيمة الأبداع في وجهٍ واحد أو أتجاه واحد دلالة مهمة تمكّن المبدع من أستيفائه قيم منجزه الأبداعي وتركيز مجمل وقته لذلك المنجز.


الأمر الذي خالفه فيه الشاعر (رافد حميد) في وحدانية المنجز الأبداعي مستشهداً بسمفونية بتهوفن التاسعة التي أنجزها في شهرين وتعد من أرقى ماقدّم في الموسيقى مشيراً الى أن عامل الزمن محكوم بسايكولوجية الشخصية المبدعة ولاضير أبداً من خوض المبدع أكثر من مجال أبداعي وأتخاذه أكثر من صفة أبداعية وتكون متميزة .


صنّفَ الشاعر (رافد حميد) رواية القاصد الى حقبتين مهمتين .. طفولتهُ ومرحلة ماقبل التغيير وشخصيته المتوجسة التي دعته الى (مضيق الحناء) الأمر الذي جعله يتوقع كتابتها قبل 15 عام من الأن .


وحقبةٌ أخرى بعد أستشهاد أخيه (حسن) في أحداث حي العامل مابعد التغيير . مشيداً بما يتلمسه القاريء من عملية بحث لذيذة عن الحقيقة من خلال أستكشاف شخصيات الرواية وأعتماد القاصد متعة مجهولية الراوي الذي بحث عنه القاريء حتى نهاية مضيق الحناء التي لم تنته كما أعتقد .


كما وضّحَ أن روايته لاتختلف عن شعره بأعتباره شخص حدد مواقفه من العالم والعكس صحيح ، اذاً فمضيق الحناء منجز قاصدي متميز وبيان ثقافي شعري يحفز القاريء الى تذكره شاعراً .


وهنا أضاف القاصد أن أختلاف الأراء حول خوضه أكثر من مجال أبداعي أنما هو لَهُ وليس عليهِ حتى النقد الذي وجه اليه في ذلك لأنه مهتم بالأختلاف قائلاً أنه بخير مادام الأخرون مختلفين فيه .


متخللاً ذلك بقراءات لبعض نصوصه في الشعر التي غالبته فيها طلبات الحضور ليكون العراق في (أي من الوجع) محفزاً ومؤججاً لكل حواسهِ في أستنطاق كل ماسكنَ لحظاتٍ أزلية . لتكون (حكاية طفل) وقفةٌ أخرى فتحت أفاق مخيلة الحضور لتجلي واقعٌ كئيب حطم ماتبقى من حياة و(أثنان على حافة الوقت) ترنيمة آخاذة تجلي كل صدأ .


وهنا أرتقى المنصة شيخ الشعر ووالد الشعراء (الفريد سمعان) ليعطي الحق للمبدع أن يمارس كل أبداع مادام متمكناً منه مجيزاً للقاصد خوضه العاشق لأفاق الأبداع بتعدد أشكاله خاصة وأنه أثبتَ أهليته لذلك ومثنياً على شعره الذي يحبه ومشيداً بتجربته الروائية الأولى متمنياً له تكرارها فالجميع بأنتظار ذلك الهطول الأبداعي المتميز .


وهنا جاءت مداخلة الأكاديمي الدكتور( الشاعر حمد الدوخي ) لتجيز دخول الشاعر في أكثر من جنسٍ أدبي وخوّله حتى بدخول أحلام الأخرين مثنياً على روعة حسين القاصد أديباً شاملاً في الشعر والرواية والنقد .


وقبل الختام كانت قصيدة بغداد لحسين القاصد أغنية تحملُ من الألق والأبداع أجمله بصوت المطرب الشاب (جمال كريم) لاقت أستحسان الحضور ولتكون نافذة تشرع بصمة القاصد على مؤلفاته في بهجةٍ لم تخل من المتعة والفائدة