.

في المكتبات جديد الشاعر حسين القاصد"القصيدة الإعلامية في الشعر العراقي الحديث" و النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق- العراق رائدا

.....

للحصول على اصدارات حسين القاصد ...جميع اصداراته في مكتبة الحنش  و  مكتبة  القاموسي في مكتبة المتنبي

الأربعاء، 15 أبريل 2009

من اواخر ما كتب الراحل عناد غزوان قراءة في اهزوجة الليمون لحسين القاصد





تمتاز هذه المجموعة الشعرية (اهزوجة الليمون ) للشاعر الشاب والمبدع حسين القاصد باستثمارها المز الفني استثمارا فنيا له خصوصيته التي تبعده في بعض الاحيان عن الكتابة بمعناها البلاغي العربي المعروف .. فالصورة الشعرية عنده مركبة تركيبا دقيقا بعفوية بعيدة عن التصنع والتكليف الذي قد يحيل مثل تلك الصورة الى ضرب من الطلاسم والعبث ..(فكل الهموم ليال ملاح ) و(حزن لذيذ المخاض مباح )..مااروع هذا الخيال الصوفي وما اجمل هذه الصورة التي حفلت بها قصيدته الموسومة (الف ليلة وليلتان )ان التكافؤ الطبيعي والمعنوي بين الحقيقة والمجاز هو الذي صير صور حسين القاصد صورا شعرية ذوات مسحة فنية تمتع نفس متلقيها قارئا او سامعا .. وهذه سمة في هذة المجموعة الشعرية التي احتوت مجموعة قصائد متوازنة في اطوالها وفي بنائها الفني المستوحى من صورها ..فانظر عزيزي القارى الى هذا البيت :-


مضوا يقطفون زهور الدخان ولم يشهقوا غير خوف ففاحوا


ان (زهور الدخان )و(شهيق الخوف) لهما ركنان بارزان في بناء هذه الصورة
الرمزية الرئعة حقا .. وفي قصيدته (جدل بيني وبين ابي الطيب المتنبي ) حوار شعري دفاق يدل على فهم عميق لرؤى المتنبي الكبير ونظرته للواقع والوجود الانساني في عالم عزت فيه الكلمة الصادقة العبرة عن تجربة شعرية حبيسة تريد الانعتاق ولانطلاق الى عالم الحرية , عالم اللا قيود , عالم ا للاسلاسل وهو عالم المتنبي الذي استطاع ان يتحدى كثيرا من مثل هذه القيم والاعتقادات فكان شموخه وكبريائه وموهبته الشعرية هم الحصن الحصين الذي يحتمي به المتنبي وكفاه فخرا وعزا .

والشاعر الشاب حسين القاصد في هذا الحوار يحاول ان يجعل الرمز حقيقة قائمة ويحاول استبطان ماهيته بربطه بالسيرة الذاتية للمتنبي مستفيدا من هذه السيرة على ما بين الشاعرين من فروق والتزامات خاصة وعامة ونظرة مستقبلية للحياة والناس و الشاعر .

وهذة المجموعة لاتتخلى عن فكرها وانتمائها في قصيدته (نبي الطف) التي تعبر بصدق وامانة واخلاص وفن عن هذا الانتماء الذي لايعرف الزيف او الياء ولايعرف غير البصدق والاباء والتضحية..



الان يصطادون من ضحكاتهم الما يساعدهم لكي يتالموا


الماء اسود سيدي وقرابهم مثقوبة ودموعهم تتكلم

ان الشهادة اسمى صور من صور الشجاعة والاباء و(ابو الشهداء) رمز لهذه الشهادة ليس في تاريخ المسلمين حسب بل في تاريخ الانسانية التي رات في الحسين (ع) مصدرا رائعا من مصادر الكفاح ضد قوى البغي والعدوان فالحسين (ع) ارث الانسانية جمعاء وليس لفئة معينة من البشر فالقيم صوت الحسين (ع) ( والدين في الصحراء نبت برعم )


كبرت صبايا الاه في احضاننا وتلعثمت حتى استفاق لها فم
ان كان قد هتك الطغاة مخيماً لبنيك دارت فالعراق مخيمُ


بهذه الروح الشعرية الشفافة المنتمية تحلق الصورة الشعرة لحسين القاصد في ( اهزوجة الليمون) لتقول لمتلقيها ها انذا امامك بلا اي زيف او رتوش كما يقال فانظر الي بامعان وايمان ستجد نفسك امام معالم التضحية والفداء والشهادة عالم الحسين (ع) الخالد خلود التضحية والشهادة .

الصورة الشعرية في هذه المجموعة تكاد تكون ذات مستوى فني رفيع ومتوازن كما يقال بلغة النقد الشعري في كل قصائد هذه المجموعة . في حماسياتها وفي وطنياتها وفي وجدانها وفي تجاربها الخاصة حينا والعامة حينا اخر


الصورة الشعرية في هذه المجموعة تكاد تكون ذات مستوى فني رفيع ومتوازن كما يقال بلغة النقد الشعري في كل قصائد هذه المجموعة . في حماسياتها وفي وطنياتها وفي وجدانها وفي تجاربها الخاصة حينا والعامة حينا اخر

مولاي يادمع الفرات الى متى

والفرحة العذراء داخل شرنقة



اقرا معي هذا البيت الذي يبدو من مرثاة هزت وجدان الشاعر لتعرف معنى الذهول النفسي الذي تتركه التجربة في ذات الشاعر ووجدانه


رفقا بوحشة هذا الليل لو رحلت

فمن سيبقى لهذا الليل في الليل

مااروع تكرار لفظة (الليل) في دلالااتها الفنية والمعجمية المختلفة التي تلتقي في التعبير عن شهقة حزن ولوعة بكاء وتباريح وجد.
ان ابتسامات الغيوم ( وتراب النوح) وفاكهة الدخان (خيل الدموع) و( القصيدة المعنونة بسوسنة الارتقاء) ( وضباب البوح)



_ كم مرة ارضعتني الورد من يدها

انوثة طعمها للأن في رئتي)

( وكبرت يقذفني الرجاء الى الرجاء والصوت ينحت في خدود الدرب اسئلة طويلة ماذا ستجني من رجائك دونما ادنى وسيلة ..


( ابا فرات ياابن النخل ياولدي
لا تشتم الجوع ان الجوع من قيمي
فقد صلبت على صوتي وسال دمي
على خدود مسائي و الفرات ظمي )


كل هذه الامثلة الشعرية الرائعة وكثير غيرها مبثوث حنايا وضلوع هذه المجموعة يعبر عن براعة في رسم الصورة الشعرية التي يتفرد بها الشاعر ولا سيما في هذه المجموعة التي تدل على تامل عميق ونظرة مستقبلية لتجربته الشعرية التي امل في المستقبل القريب جدا ان تمهد السسبيل لمجموعة ثالثة او رابعة تصديقاً لهذه المقولة النقدية فالشاعر حسين القاصد جدير بهذه النظرة وهذا البعد الشعري الفني الذي سيكون في يوم من الايام وقد كان صوتا عراقياً وعربياً وانسانياً يفخر به قراء الشعر في كل زمان ومكان

وفقك الله يا حسين وسدد خطاك لما فيه روعة الصورة الشعرية التي قيل فيها بانها رسم بالكلمات .. فكلماتك رسم ورسمك صورة بل مجموعة صور شعرية


الاستاذ الدكتور
عناد غزوان


15 /4/2004