.

في المكتبات جديد الشاعر حسين القاصد"القصيدة الإعلامية في الشعر العراقي الحديث" و النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق- العراق رائدا

.....

للحصول على اصدارات حسين القاصد ...جميع اصداراته في مكتبة الحنش  و  مكتبة  القاموسي في مكتبة المتنبي

الجمعة، 17 أبريل 2009

حسين القاصد... جنون وشعر وطيبة


نقلا عن موقع كتابات
حسين القاصد... جنون وشعر وطيبة

اشرت فيما سبق في مقالي المعنون( كافكا المناضل) الى مجلة أريج الكلمة التي كانت تصدر عن قسم اللغة العربية في جامعة بغداد واشرت الى اغتيالها بالمهد ووجدت رسالة من احد القراء يسألني عن رئيس تحريرها وقتذاك قلت له سأكتب مقالا عنه وستعرفه!!!
رئيس تحريرها هو (ابو علاوي) الذي يحمل اسم حسين القاصد وهو شاعر عراقي مبدع ولد عام1969 وهو شاعر عمودي صارم اضافة لكتابته النثر والتفعيلة, صدرت له مجموعتين شعريتين(حديقة الاجوية واهزوجة الليمون) تتسم قصائده بميزتين هما:
1- قمة الشعرية التي يصل اليها احيانا وبالصور الشعرية المكثفة وجمالياتها وسوريالية شفافة فمثلا هو يقول في احدى قصائده(الف ليلة وليلتان):
مـضـوا يقطفـون زهـور الـدخان ولم يشهقوا غير خوف ففاحوا
همُ آخـر الـطـــــــعم الياسمين على الـنـحل حـطـوا فـطـار الـلـقـاح
فـمـا يـكـتـبـون وثـلـج الـكلام يـذوب فـيـمـحـو سـنـاه اجـتـيـــاح
و حـيـث تـسـاقـط ريـش الـضـيـاء نـــــــمـا لازدهـار الـظـلام نـبـاح
ففي هذه الاربعة ابيات تجد تسع صور شعرية وليس في هذه القصيدة فقط بل في اغلب المجموعتين.
2- قربه من ذهن القاريء وبسيط وبعيد عن الامور الشائكة ودهاليز الشعر فهو يصل الى بساطة احمد مطر ونزار قباني في بعض الاحيان:
الحرب اوراق واهلي محبرة في كل بيت نسخة من مقبرة
انوفر الاطفال؟ اي ضريبة ثمن سعادتنا لشيء لم نـــره
وغيره.
ولكن ما يدهشني في حسين القاصد (ذاتيا) هو انتمائه للعراق وشبيه به الى حد كبير!!!! وقد تتسائل كيف فأقول:هو ثائر ومغامر وطيب و(گلب سمچة) كما تقول جدتي!! ,غني وفقير مجنون وعاقل اما عن انتمائه فهو عبر طريبيل عدة مرات لكنه لا يلبث الا ان يعود ليلقي قصائده في اتحاد الادباء او البصرة ويعود لبيته المستأجر طبعا!!فقد ذكر د.حسين سرمك حسن الذي يحلو لي ان اسميه (عرّاب الادب العراقي) في مقالته :العودة الى العمود الشعري علامة عافية ام نكوص؟"(حسين القاصد عاش مع عائلته في غرفة خانقة حارسا لاحدى المدارس الابتدائية ,مدرسة حفظته حارسا فحفظها شاعرا وهو اول مواطن لم يسرق تحت التهديد بعد احتلال بغداد المحروسة بالله ".
اما بالنسبة لي فهذا هو حسين القاصد الذي عاصر النظام السابق بل ربما شارك في حروبه الرعناء ,الا انه كان يستطيع ان يسكن في قصر لا في غرفة في مدرسة ابتدائية وكان يستطيع ان يجلس في بيته مكتفيا بقصيدة بالاسبوع ليأتيه مليون دينار -في ذلك الزمن- الى بيته وحتى ان سقط صدام يستطيع ابو علاوي ان يختلق عذرا كأي شاعر صدامي الان...!!!.
لكنه وان لم يمدح القائد الضرورة الشعرية فهو لم يكف ان يحارب مواربا فأنني اذكر عثوري على احدى القصاصات في اوراق ابي وفيها قصيدة لم تتعد العشرة ابيات واعتقد ان اسمها الميلاد فيقول في البيت الاول:
البر اثم والحلال حرام والدين طفل جائع سينام
الخ
لكنني دهشت(وهذا القول في زمن النظام البائد) لما قاله في عجز البيت الاخير:لا نفديك يا........ والفراغ واضح طبعا واذكر انها مؤرخة في 28/4/1998 واذكر ان تحتها جملة "في عيد ميلاده الميمون(اضف لمعلوماتك ان لفظة ميمون في اللغة الفارسية هي القرد!!) اما مجلة اريج الكلمة التي اخبرني عنها احد الشعراء طورد من اجلها حسين القاصد واثيرت حولها ضجة وتشكلت لجنة(اتذكر هنا قول احمد مطر:وكل عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلالة واللجان!!)برئاسة احدالبعثيين ولم يفلح حسين القاصد بوضع الناقد الكبير المرحوم د.عناد غزوان كمشرف عليها كشخصية جامعية لها وزنها ,لم يفلح تصرفه هذا بعدم اغتيالها.
سقط صدام فكتب حسين القاصد:
قضيت عمري تحت المطرقة لم انتظر وطني يموت لاسرقه
هم امركو وباعه البطل العظيم بدرهمـــــــين وما تبقى احرقه!!
كتب هكذا بعد السقوط او بزمن(التيه او الهيتة) ,اضطر حسين القاصد الى العمل كمصحح لغوي وكصحفي(الصحافة مفسدة الادب:طه حسين)اضطر حسين القاصد ان يحرس مدرسة وهو الشاعر المبدع الذي لا اتخوف ان اصفه مدرسة هو الاخر!! ربما اضطر للذهاب الى عمله بالـ(كوسترات) لكن الكثير من المتشاعرين العرب تأتيهم سيارات الى ابواب قصورهو وخدم ووووو....الخ.
تجد في قصائد حسين القاصد الوجع والحزن والبساطة فهو لا يتوان عن ذكر مفردات شعبية او تحويراتها(وهو استاذ التحويرات) مثل:
امرأة هنا للبيع (للتبديل)
وفي نفس القصيدة:
امي على التنور مات رغيفها
ويقول ايضا:
قبضوا على المال المغادر دون إذن من قريش إلى جيوب الباعة (المتهجولين(
ويقول في قصيدة عندما يكذب الخبز:
الله بالخيرالجميلة هل ترددها هناك ومن بصوتك يطربُ
والان عذرا يا اغاتي كلهم
علموا بصدقك لايطال فكـذ ّبوا
وغيرها الكثير الكثير.
لدي كلمة او هي مجرد رأي لماذا نحن شعب لايحترم اثنين:مبدعيه وشهداؤه؟فلماذا لا نعلم قيمة حسين القاصد؟عمر السراي؟ مجاهد ابو الهيل؟ياس السعيدي؟جاسم بديوي؟مروان عادل حمزة؟الخ
ان اشد شيء المني وانا في منفاي-ايران- هو ان كل زقاق مسمى بأسم احد الشهداء (شهداء الثورة او الحرب مع العراق) اما الساحات والميادين فهي للمفكرين مثل ميدان شريعتي, ميدان فردوسي, ميدان سعدي وغيرهم.
فمتى نرى ساحة حسين القاصد؟شارع عمر السراي؟ حي الشعراء؟ او او او.... فهل سعدي الشيرازي يصل الى مرتبة حسين القاصد؟ ام فردوسي الى عمر السراي؟ لا ولكن العراق بلد لا يصل الى ايران باحترام المبدع.
حسين القاصد الان هو محرر لاحدى الصفحات الثقافية اليومية وهو لا يستطيع الذهاب الى حي العامل لانها خطرة عليه كصحفي وبغداد خطرة عليه كعراقي والعراق خطر عليه كشاعر.
الله يساعدك ابو علاوي....!
علي وجيه عباس
Alialmosawy2007@yahoo.com