.

في المكتبات جديد الشاعر حسين القاصد"القصيدة الإعلامية في الشعر العراقي الحديث" و النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق- العراق رائدا

.....

للحصول على اصدارات حسين القاصد ...جميع اصداراته في مكتبة الحنش  و  مكتبة  القاموسي في مكتبة المتنبي

الجمعة، 17 أبريل 2009

الشاعر والجرح العراقي - حسين القاصد كما عرفته

نقلا عن موقع كتابات
الشاعر والجرح العراقي - حسين القاصد كما عرفته
هيثم الزبيدي
دخلت الى كلية الآداب بعيد سقوط الصنم الذي كان صاحبه قد اطلق لها السيف، فوجدت الفجيعة والدخان والركام الذي خلفته حملة الحواسم التي نفذها زمرة من خفافيش الظلام. كان طعم المرارة يطبق على كل شيء . . ومن بين ذلك الركام، لاح لي بيت من الشعر الذي خطته يد عراقية اصيلة، ليشي بحرقة القلب المخلص للشاعر الذي كتبه:
امضيت عمري فيه تحت المطرقه
لم انتظر وطني يموت لأسرقه
لم اعرف صاحبه حينذاك ولكن هذا لا يهم، فثمة عراقي شريف، وهم اكثر من المطر، اعتصر قلبه الماً فراح يستنهض الهمم لأستنكار الفعل المشين واحتقار فاعليه. شعرت حينها ان العراق بخير، وان صبحه سيتنفس، وان فجر الشعر والشرف والكبرياء آت لا ريب، وان تلك القيم لا تبرح مكانها فيه. حينها لوحت بوارق الامل بأن وطن كلكامش سينهض اعلى مما كان. فوسط ذهولنا لهول الصدمة التي جعلتنا لا نجد كلاما ولا شعرا يوازي حجم الكارثة، انبرى حسين القاصد، وهذا هو اسم صاحب ذلك البيت الشعري، ليكون اول الملقين،متحديا كل الخطر الذي مازال محدقا آنذاك بالجميع، وكان اول الخارجين من الصمت الذي اطبق على افواهنا . . . ليس هذا فقط بل انه زاد في اسهامه باستنهاض اقرانه، ليبادر في حماية ما تبقى واعادة الامور الى سابق عهدها من خلال تنظيم ثلة من الطلبة الخيرين الذين نظموا حراسات للجامعة لحمايتها من السراق ومن اعداء العراق. واشار ايضا الى موضع الجرح وراح يفتش عن سبيل للعلاج
هم امركوه وباعه البطل الهمام
بدرهمين وما تبقى احرقه

اعجبني كل هذا فرحت ابحث عن هذا القاصد فوجدته اسمى مما تخيلته ان يكون.. ادب جم وايثار ودماثة خلق ونزاهة ومصداقية جعلتني اشعر بالاعتزاز لمعرفتي به، وهكذا كان دائما امامي وامام الجميع. اذ يعرف الجميع انه رغم امتلاكه ادوات الشعر بكافة ضروبه، ورغم الفاقة التي عشقته ، لم يدنس قلمه الشريف ليرتزق من اي جهة كانت، كان زاهدا في الصكوك الصدامية في حين تسابق البعض للحصول عليها، ما كان طائفيا قط ، ولا مرتزقا ولا عدوانيا، بل هو شاعر حقيقي وانسان حقيقي، تنطلق من حنجرته عصافير الامل والطيبة كما تنطلق منها جوارح الكبرياء . وما اثار استغرابي حقا ان اجد ان البعض يهاجمه ويصفه بالطائفية ويصوره على انه وحش كاسر يهاجم اخوته من الشعراء. ما عهدته هكذا ولا عهدت شعراء العراق الرائعين بمثل هذا، ولا اعرف لمصلحة من يقوم بعض اخواننا في الكلمة بالتعريض ليس فقط بحسين القاصد بل بجسد الثقافة العراقية التي وصفها احدهم بالمشلولة الكسيحة ووصف شيخنا الرائع ناظم السعود بانه المعافى الوحيد في جوقة المثقفين العراقيين. لا وكلا ، ان السعود نخلة باسقة وسط بستان من النخيل الباسق الذي يطاوله السعود و يحفزه على العطاء كما يتحفز به ومن خلاله ليديم احدهما الآخر... ولا يرضى السعود لنفسه ان يكون قامة بين الركام.. ثم لماذا هذا الانتقاص من الثقافة العراقية ومن الجامعات العراقية والابداع العراقي؟؟ لمصلحة من؟؟ وبكم ؟؟
بقي ان اقول ان من في نظره قصر لا يمكنه من رؤية جامعتنا التي ابت الا ان تتصدر العلم والمعرفة ، وابداعنا الادبي العراقي الذي يشهد له الجميع بالتفوق، عليه ان لا يصدر الاحكام غير المنطقية وغير السديدة وغير الموضوعية. . ان كان العراق لا يعجبكم الى هذا الحد اذهبوا حيث شئتم ولكن اذهبوا صامتين خير من اطلاق الانفعالات التي تفتقر الى الدقة في كل شيء.
اخيرا اقول لحسين القاصد ولجميع القامات العراقية الشامخة: طوبى لكم . . . وشكرا لكم. . شكرا لك ياحسين القاصد يا من لم تسقط لا من الياسمين ولا من البنفسج الذي يحترمك كثيرا. . دم كما انت باسقا واهطل بتمرك على رؤوس من يقذفونك بالحجر . . واقول للعراق الجليل:

طوبى لوجهك لا يغيبُ
يستحي منه المغيبُ
طوبى وكم يتربصون ليوم صلبك
كلما رفعوك
ينكسر الصليبُ.

saysabanahk@yahoo.com

12/1/2005