.

في المكتبات جديد الشاعر حسين القاصد"القصيدة الإعلامية في الشعر العراقي الحديث" و النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق- العراق رائدا

.....

للحصول على اصدارات حسين القاصد ...جميع اصداراته في مكتبة الحنش  و  مكتبة  القاموسي في مكتبة المتنبي

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009



حـوار مـع الشاعر العراقي حسين القاصد

نقلاعن كتابات - ضياء حجاب ياسين الشرقاطي

قصائده معجونة بلغة مقدسة .. ومفجوعة بوطن مدنس .. وموبوءة بوجع عريق .. وملغومة بآبار حبلى بالأسرار .. ومجنونة بالعراق .. وباقية على قيد العراق ...

حسين القاصد .. شاعر من أقصى جنوب الشعر .. يرفض جميع تعريفاته .. يكتب الشعر ليتنفس .. فهل صار الشعر طريقة بديلة للحياة في وطن يفترس أبناءه كل يوم بدم بارد ؟!...

فكرة هذا الحوار ولدت ماسنجريا .. حيث المرة الأولى التي تحدثت فيها مع هذا الشاعر الشاعر .. المثير لبعض الجدل .. المحفوف بالقصائد المغطسة بالشحوب .. الشاعر الذي يكتبنا بأصابعه المجردة .. ويقرانا بقصائده المغردة على أفنان هذا الوطن الممزق ...

وبعد الاتفاق على الحوار .. ( اخذتلي غطسة ) في بحر النت .. بحثا عما لا اعرفه عن حسين القاصد .. وبعد أيام قليلة .. أرسلت أسئلة الحوار إليه .. وبعدها بأيام كثيرة .. التقيت به على الماسنجر .. وتحدثنا عن السياسة والوطن وأشياء أخرى .. وبدا لي الرجل مرحا على عكس ما توقعته .. وكان الشعر ينثال من عباراته التي كان افقها يتسع لكل الاحتمالات ...

رغم إنني لم التقي به يوما .. لكنني شعرت بروحه المغامرة وأنا اقرأ حديقة أجوبته .. ولعل ما يؤكد هذا .. بعض أجوبته القصيرة هنا .. الكثيفة الشعر .. القاسية النقد .. وكل قصائده المجبولة من الشعر الخالص .. المشحونة بالانطباعات المتباينة .. التي تفتح أبواب التأويل .. وتسرق القارئ من أصابعه ...
...............................
........................
.......................

الشرقاطي:- قرأت لك في احد حواراتك قولك .. ( أما في بلدنا المبتلي بالطارئين فباستثناء اسمين أو ثلاثة .. لا يوجد لدينا نقاد .. فالموجود فقط تكتلات اخوانية على طريقة اكتب عني واكتب عنك .. ) .. آلا تعتقد إن رأيك هذا يرسم علامة استفهام كبيرة على جبين مسيرة ثقافية قدمت الكثير ولا زالت ؟...

القاصد:- ليرسم الف علامة يا صديقي فهل تضرك علامة الاستفهام إذا كانت صادقة ، نعم يا صاحبي هذه هي الحقيقة المرة ، النقد لدينا ما زال اخوانيا وما زال العراق خاليا من المصداقية النقدية باستثناء القلة الثمينة من نقادنا الكبار إذ ما زالت العملية النقدية في العراق منصبا وجاهيا يوصلك إلى منصب أثمن .

الشرقاطي:- أنت شاعر وليس بناقد .. والنقد الموجه إلى النقاد مهما كانت قيمتهم يجب أن يقدم من نقاد أيضا .. أليس كذلك ؟...

القاصد:- نعم ليس كذلك .

الشرقاطي:- في برنامج (رغيف شعر) الذي يعرض على قناة الاتجاه الفضائية .. جاء رأيك بالجواهري مثيرا للجدل .. وأنا هنا لن أسالك عن التفاصيل لأنها معروفة ومنشورة في كثير من المواقع .. لكنني أجدك تكتب قصيدة على لسان العراق هي قصيدة (إلى ولدي الجواهري) .. ثمة تناقض ما بين الموقفين يلد الكثير من علامات الاستفهام ...

القاصد:- لا تناقض في الأمر يا صديقي لان قصيدتي لم تكن في مدح الجواهري .

الشرقاطي:- إذا حذفنا العنوان من قصيدتك (إلى ولدي الجواهري) .. فإننا لن نشعر إنها موجهة إلى الجواهري .. أنا على خطأ .. أليس كذلك ؟...

القاصد:- نعم و لا ، نعم لأنها موجهة للجواهري قبل أن تحذف العنوان .. ولا لان الشعر ملك القارئ ولك أن توجهه كما تشاء .

الشرقاطي:- في قصيدة (أنثاي) .. نلمح بوضوح الشاعر حسين القاصد .. النزاري الهوى .. حدثنا عن القصيدة ...

القاصد:- لست نزاريا ولن أكون ولا استورد الشعر في بلد السياب واهمس في أذنك يا صاحبي ، بان القصيدة ليست غزلا .

الشرقاطي:-

أميرة عرش الورد لو إن شهقةً
حريرية منها .. أتكفيك شهقة ُ
أخيرا سترميها إلى النار راحلاً
بعيدا فهل ترمى إلى النار جنةُ

أثمة رمزية متسترة في قصيدة (طموحات الرماد) أم إن القاصد كان يرثي القاصد في لحظة وجع ؟...

القاصد:- إنها مرثية حقيقية للقاصد الذي اخبره الطبيب بأنه سيموت بعد عشرة أيام لكنه ولد بقصيدة أخرى ليشكر نعمة غباء ذلك الطبيب .

الشرقاطي:- الكثيرون يعتبرون إن قصيدة (عتب على وطني) هي أجمل ما كتب حسين القاصد على الإطلاق .. وأجمل ما فيها قولك :-

يا من وقفت جنوب الله كن حذرا
كل العراق جنوب أينما تقف
كل العراق نخيل والنخيل دم
إذا صرخت حسينا ينزف السعف

لكنني هنا سأسألك عن الشاعر حمد الدوخي .. لانني اعتقد إن شيطان الشعر الذي يزور حسين القاصد هو نفسه الذي يزور حمد الدوخي ؟...

القاصد:- أرجو أن تسال حمد الدوخي عن ذلك لان الشعر لدي إيحاء والشعراء أنبياء والوحي أولى بهم من الشيطان .

الشرقاطي:- هل يختلف تعريف الشعر بين ناقد وشاعر وقارئ ؟...

القاصد:- أجمل تعريف للشعر هو انه لا تعريف له حتى الآن .

الشرقاطي:- لماذا تكتب الشعر ؟.. ألانك شاعر فقط ؟.. آلا تظن إن دور الشعر وتأثيره في الحياة السياسية والاجتماعية وصل إلى أوطأ المستويات خلال العشرين قرن الماضية ؟...

القاصد:- اكتب الشعر لأتنفس وهذا يكفي ولتذهب البقية للجحيم .

الشرقاطي:- الشعر كلام موزون ومقفى .. تعريف ساد زمنا طويلا .. لو بعث المتنبي اليوم .. كيف سيقنعه اللذين كفروا بهذا التعريف ؟...

القاصد:- المتنبي أول من كفر بهذا التعريف لأنه كتب الشعر ولم يكتب الكلام الموزون المقفى لان هذا التعريف للشعر غبي جدا .

الشرقاطي:- مع كل هذا .. آلا يمكن اعتبار القصيدة هي مسقط رأس الشعر ؟...

القاصد:- وهل القصيدة ليست شعرا ؟.

الشرقاطي:- كبديل لتقسيم الأدب إلى شعر ونثر .. ما رأيك بتقسيمه جسديا إلى كتابات موزونة ومقفاة وكتابات لا موزونة ولا مقفاة .. وروحيا إلى شعر ولا شعر ؟...

القاصد:- الشعر نشاط تخيلي أداته اللغة لذلك فهو داخل في المسرح والرواية والقصة بكل أحجامها .

الشرقاطي:- هناك من يقول إن القصيدة العمودية قد فقدت بريقها وشاخت قدراتها على التأثير .. كلام سخيف .. أليس كذلك ؟...

القاصد:- الشعر عاد إلى الشعر بالقصيدة العمودية حصرا بعد أن أتعبته التجارب المراهقة .

الشرقاطي:- إن كلمة (قصيدة) توحي بثلاثة أشياء أساسية .. الوزن والقافية والشعر .. استنادا إلى هذا .. آلا يمكن تسمية قصيدة النثر .. شعر النثر ؟...

القاصد:- الشعر بكل أشكاله شعر على أن يكون شعرا ولذلك على قصيدة النثر التي تخلت عن كل شيء عليها التمسك بالشعر وان تملا كل فراغاتها لكي تقنع المعترضين وتقول إن فضاءات الأشكال الأخرى لم تكفها فلجأت لفضاء أوسع لذلك فهي اخطر وأروع ما وصل له الشعر على يد الشعراء فقط ولكن الخطر حين سمحت للطارئين باستسهالها .

الشرقاطي:- تعرض جسد القصيدة العمودية إلى عدة عمليات أدبية .. تمخضت عن قصيدة التفعيلة .. وهي قصيدة رائعة .. وأيضا قصيدة النثر (يسمونها قصيدة النثر!) .. وأشكال أخرى حديثة وغريبة أيضا .. لكن حسين القاصد اوجد القصيدة العمودية الحديثة حيث أبقى على الشكل وحدث المضمون واللغة والإيقاع .. ما تعليقك على هذا ؟...

القاصد:- لا ادعي ذلك لي ولن اسمح لغيري أن يدعيه لي ، قصيدتي فقط أنا من أوجدتها ولست مسؤولا عن قصائد الآخرين .

الشرقاطي:- هل سيكتب حسين القاصد القصيدة السياسية يوما ما كما فعل نزار قباني ؟...

القاصد:- قد اكتفي بقول السياب العظيم حين قال : أظن إن نزارا واحدا يكفي ، أما أنا فأقول لك ليس لمثلي أن يفعل ما فعله من هو أدنى منه شعريا .

الشرقاطي:- هل كتبت الشعر الشعبي ؟.. وهل تتابعه ؟.. وألا تعتقد إن تطوره وانتشاره قد يشكل خطرا على اللغة العربية ؟...

القاصد:- الشعر الشعبي خطر على العراق لا على اللغة العربية فقط ، لأنك ( بهوسة واحدة ) حين تقول ( ها اخوتي ها ) لن تنتظر بعدها إلا نهرا من الدماء .

الشرقاطي:- في مقالة اسمها (احذروا السيد الرئيس) .. نشرت في فبراير الماضي .. قلت فيها إن راسم الجميلي انتحر فنيا حين أدى دور الزعيم .. وأنا اتفق معك في هذا .. ويبدو لي إن جواد الشكرجي قد انتحر بنفس الطريقة عندما جسد شخصية أبو حقي .. وأيضا بهجت الجبوري عندما أدى دورا أثار حفيظة البعض في احد الأفلام المصرية .. هذه الأدوار الثلاثة .. هل تعتقد إن تجسيدها من قبل هؤلاء العمالقة جاء من قناعة أم إن هناك أسبابا أخرى ؟...

القاصد:- إذا استثنيت راسم الجميلي ( ولا حاجة لي بذكر محاسن الأموات ) كونه لم يكن أكثر من راسم الجميلي الذي يضحك الناس على جسمه ، فان جواد الشكرجي وبهجت الجبوري دفعهما إهمال المؤسسة الجديدة للفن والفنانين .

الشرقاطي:- الحوار وصل إلى نهايته .. كلمة أخيرة لجمهور حسين القاصد ...

القاصد:- لك ولكل من يقرأ هذا الحوار كل الحب .